توج الممثل المغربي ربيع القاطي بجائزة مهرجان "نجمة كريستال" للسينما المغربية، المنظم بمدينة "لييج" البلجيكية في دورته الثالثة. ونال القاطي جائزة أحسن دور رجالي عن الفيلم السينمائي "المليار"، الذي يحكي قصة علي ولد صفية، "البوعار" الذي يعيش ويأكل من الأزبال والنفايات، إلى حين ظهور مبلغ مليار غير منتظر سيقلب حياته رأسا على عقب، وسيعكف على تغيير حياته المزرية إلى ترف. وقال القاطي في تصريح لهسبريس: "هذه الجائزة التّي تعد الثانية من نوعها عن شخصية ولد صفية تكلفني أكثر للاستمرار في المشوار الفنّي، وتحملني مسؤولية أكبر في الدقة في اختياراتي الفنية"، مضيفا: "المهرجان كان فرصة للقاء أبناء الجالية المغربية بأوروبا الذين قدموا من مختلف الدول المجاورة لتحقيق فرصة اللقاء مع الإنتاجات السينمائية المغربية". وتابع الممثل المغربي قائلا: "المهرجان الذي تشرف على تنظيمه جمعية مغرب الثقافات، هو فرصة لربط جسور التواصل مع المتلقي المغربي المقيم بديار المهجر المتعطش لمتابعة آخر الانتاجات المغربية"، موجها الشكر إلى القنصل العام المغربي ببلجيكا حسن التوري، ورئيس المهرجان يونس الهري، ومحمد أكنون، وعبد العزيز عدّي. كما أبرز أن الشخصية التي يقدمها في الشريط لها خصوصية تجمع بين تناقضات عدة، باعتبار أن "علي" شاب مهمش يعيش في مجتمع بدوي، يعاني من كل أصناف التهميش، ويطمح إلى عيش كريم، مضيفا أنّ "هذا التناقض الجميل يتمثل في حياة التهميش التي يعيشها هذا الشاب، ولا يطمح إلى المال والثروة، بل يناضل من أجل فرض احترامه ورفض احتقاره ونعته بالزْبّال". وكشف المتحدث نفسه أنّ شخصية "علي ولد صفية" تطلبت منه مجهودا كبيرا في تركيب أبعادها السيكولوجية، وقال: "ارتديت ملابس البوعار (المصطلح الذي تلقب به هذه الفئة)، وذهبت إلى مطرح نفايات بالسطات، وتقربت من هؤلاء للتعرف على تفاصيل حياتهم، وطريقة بحثهم وسط النفايات وانتقائهم للقنينات والأشياء البلاستيكية دون التعرف على شخصيتي الحقيقية". من جهة ثانية، أوضح ربيع القاطي أن الهدف من تجسيد هذه الشخصية هو تسليط الضوء على هذه الفئة الاجتماعية التي تعيش ظروفا اجتماعية صعبة، مبرزا أنه "في الوقت الذي يعيش فيه المجتمع المغربي تقدما تكنولوجيا وحياة التمدن، ما زالت فئات أخرى تعيش على الهامش وتقتات من فتات الناس". ويعد الفيلم السينمائي "المليار"، الذي جرى تصويره ببني مسكين نواحي مدينة سطات، إنتاجا خاصا للمنتج عبد السلام مفتاحي، أشرف على إخراجه محمد رائد مفتاحي، الذي يخوض أولى تجاربه الإخراجية في عالم السينما، فيما عادت كتابة السيناريو إلى توفيق الحماني الذي سبق أن تعامل معه القاطي في فيلم "حجر الواد".