المناسبة: سنويا، وفي موسم جني الفراولة يستقبل الجنوب الإسباني الآلاف من النساء المغربيات؛ وقد بدأن يتعرضن لتحرشات، بل اغتصابات من الفلاحين الإسبان؛ وهو ما أثار احتجاج حتى الجمعيات النسائية الإسبانية. وهذا يُبكي، خصوصا أن المملكة المغربية منطلق فتح الأندلس؛ بل وحَكمت الجزيرة طيلة العهدين المرابطي والموحدي. لو أنصفتنا ثروتنا ودعم إخوتنا العرب الأثرياء لما سارت السفن بربات الحجال عاملات مهانات في ضيعات علوج أجلاف. ألَمتْ يا طارق العِز أحزانٌ ** أهاجَت ذِكرى فُتوح وفُرسانٍ أعادت ذكرى صَهيلٍ ورُكْبانٍ ** وأمواج أزْبَدَتْ لَهْبَ نيرانٍ وفِتيان دَمْدَموا قهرَ صُلبان ** تنادَوا للفتح مِن مازِغٍ وعَدنان فيا أزمان العُلا فتحُنا بُؤسٌ ** بِلا خيلِ بَلْ بِغيدٍ ونِسوان يُدارِين الفقرَ زحْفا بِضَيعاتٍ ** على رُكْبٍ زَحْفَ شاءٍ وغزلانٍ تنوءُ الأكتافُ ثقلا على كُرْهٍ ** على بُعدٍ مِن دِيّارٍ وصِبيانٍ فيا بنتَ العِز ساءتك أزمانٌ ** تُدانيكِ البحرَ لَحْمًا لإسْبانٍ شَهِيًّا اذ شرْطُهم سمْقُ أجسادٍ ** صُدورٌ نُهْدٌ وبَضٌّ سِيقانٍ بِلا بَعْلٍ أو رضيعٍ بأدغالٍ ** يُحاميها ثُعلُبانٌ وذئبانِ فيا زوجا باعَها لِلخَنا طُرًّا ** بِلا حِصن يا خديما لِخَوَّانٍ بِليلٍ إذ يَدْنُ منها علاجِيمٌ ** بضيعات حُمْرُهَا جُرح ٌبأوطان أما تَخجلْ مِن هَوانٍ و صِبيان ** بلا أمٍّ يا حَبيسًا بِحيطانٍ فما أنتَ البعلُ لا لا ولا كُفْءٌ ** لها إذْ فاضت دموعٌ كغُدرانٍ يُساقيها يومَها عَلقما مُرا ** وما يحمي ليلَها غيرُ تُبَّانٍ فَلاَ عَرْوٌ يا سُليْمىَ ويَا لَيلى ** ويا عَبْلٌ أينَ طَعَّانَ سِنانٍ وآهٍ يا يوسُفٌ اشْفِ أزمانا ** بها حُرماتٍ ابِيحت بِوِلْبَان بِأرباضٍ رَوثُها مِن خُيولِ ** النَّصْرِ زَلاَّقةٌ كَمْ طَوَّحَتْ بِصُلبانٍ بأدغال كم تَعاوت بها ليلا ** سَبايا قُوطٍ لِعُرْبٍ بأخْدانِ أيا بنت المجد إنْ جارَ عِلجُهُمُ ** لِيَومٍ كم ذُلِّلتْ بنتُ رومانٍ بناتٌ شُقْرٌ ومِن صُلْبِ تِيجانٍ ** إماءٌ للِسُّمْرِ فُرسانِ أزمانٍ فلا كان الفخرُ ان لم يكن صَوناً ** لأُنثَانا من ثَاراتٍ لِجيرانٍ فَقَرِّي أختاهُ صَونا لأعراضٍ ** ولا تَنساقِي لِهَدمٍ بِبُنيانٍ لنا مجدٌ لا يُسامى فانْ تَعْجَبْ ** فَمِن أخْلافٍ تنادَوا لِخِذلان ومن فُرسان أناخُوا بأوطانٍ ** أعادوا فَتْحَ أنْدَلُسٍ بِنِسْوان ومرة أخرى: (يا رُب أُم وطفلٍ حِيل بينهُما ** كما تفَرَّقُ أرواح وأبدانٌ وطفلةٍ مثلِ حُسن الشمس إذ طلعت ** كأنَّما هِي ياقوتٌ ومرجانٌ يقودها العِلجُ للمكروه مكرهةً ** والعينُ باكيةٌ والقلبُ حيرانٌ) ورحم الله أبا البقاء الرندي: بكى في القرن الثالث عشر الميلادي، وبكيت في القرن الحادي والعشرين.. فمن سيبكي لاحقا؟ توضيح: وِلبان: إقليم ويلبا بالجنوب الإسباني يوسف: يوسف بن تاشفين المرابطي، بطل معركة الزلاقة.