يمكن أن نعتبر الصحافي رشيد نيني المرشح الأول وبإمتياز لكي يفوز بمنصب أول شخصية مغربية تستحق التربع على كرسي التألق والتتويج لسنة 2007، وذلك لكونه نجح وبصورة لافتة في المساهمة في التحول الوظيفي الذي عرفته الصحافة المغربية والمستقلة على وجه الخصوص، من حالة الإكتفاء بنقل أحداث المجتمع المغربي إلى حالة التأثير في هذه الأحداث، وفي الحياة العامة للناس. وهو في الحقيقة تحول تاريخي مهمة يشهده الحقل الصحفي بالمغرب يؤرخ لمرحلة جديدة تلجها الصحافة المغربية بشكل عام والصحافة المستقلة بشكل خاص. "" رشيد نيني إستطاع فعلا أن يرسم خطا تحريريا متميزا من خلال مسيرته الصحافية وإنتهاء بجريدة "المساء" ، إنه يستحق فعلا كل التقدير والتشجيع، ويحق لأسرة الصحافة المغربية أن تعتز بهذا الإنجازالمستقل والمتميز لأن هذا الصحافي وببساطة منها وإليها في آخر المطاف، ونجاحه بلا شك هو تتويج لمسيرة نضالية خاضها جميع أفراد الأسرة الصحافية المناضلة بدون تمييز، فمنهم من لقي ربه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. حتى التصدعات والسجالات التي عرفتها جبهة الصحافة المستقلة والتي تجسدت بشكل كبير بين جريدتي "الأحداث" و "المساء"، وبالرغم من كونها خرجت عن حدود اللياقة وأخلاقيات الحوارفي بعض جوانبها، وبالرغم من كونها وبدون شك لا تخدم مصلحة الحرية و التعبير، فإن هذه السجالات أكسبت الحقل الصحفي قيمة إضافية، فهي تؤسس لثقافة جديدة تنقل العاملين بهذا الحقل من دائرة "الصحافة النقدية" إلى دائرة " نقد الصحافة" ، ولا يخفى على أحد مدى الدور الإيجابي الذي يمكن أن تساهم به ثقافة " النقد الصحفي " في تطوير هذا القطاع وتجديد آلياته وخطاباته، شأنه في ذلك شأن باقي القطاعات الفنية والأدبية والعلمية.. ولعل المتتبع لميكانزمات ومراحل تطور الخطاب الصحافي بالمغرب، يلاحظ أن رشيد نيني وبأسلوبه الصحفي الأقرب إلى الكوميديا السوداء، قد ساهم وبقوة إلى جانب جملة من الصحفيين في تنشيط الخطاب الصحافي وجعله أكثر من أي وقت مضى قريبا من الجماهير وعامة الناس، بعيدا عن الخطاب النخبوي والفضفاض الذي ميز العمل الصحافي لحقبة طويلة من الزمن، وذلك في وقت تشكو فيه الصحافة المغربية من قلة القراء وعدم إقبالهم على إقتناء الجرائد والمجلات . وإذا كانت عملية تقييم أعمال الأفراد تقاس أساسا بالقيمة الإضافية لهؤلاء الأفراد، وبقدراتهم الذاتية على التأثير الإيجابي في الحياة العامة للناس، وبطبيعة المعطيات التي تم توظيفها، وبالمراحل التي تم سلكها لتحقيق هذه الأعمال، وبالأهداف اوالغايات من ذلك كله، فإن رشيد نيني وبإستحضار سيرته الذاتية و بجرد موضوعي لتجربته العصامية ولمسيرته الصحافية المتميزة قد ساهم بشكل كبير في إثراء الصحافة المغربية وجعلها مرآة تعكس هموم الناس ومشاكلهم الإجتماعية والثقافية والسياسية والإقتصادية ، وذلك ضمن مقاربة صحافية مرتبطة بخصوصية الشعب المغربي وهويته الحضارية، ومنفلتة في نفس الوقت من داء الإستقواء بالآخر الذي أصاب بعض صحافيي الطابور الخامس ببلادنا. ونظرا لهذا وذاك، ونظرا لجرأته الصحافية ولأسلوبه الأدبي الجميل ولخرجاته الإعلامية التي ميزت سنة 2007 ،فإنه يستحق وبدون مجاملة لقب الشخصية الأكثر تأثيرا في المغرب خلال سنة 2007. ذ. حمادي الطاهري رئيس جمعية بلادي المغرب باحث في قضايا التنمية بالمغرب Email :[email protected]