في ثالث أَيَّام مهرجان موازين إيقاعات العالم، كانت جماهير منصة سلا على موعد جديد مع العلامة الفنية ذائعة الصيت "ناس الغيوان"، التّي جمعت الجيل القديم والشباب وأتحفت الحاضرين بأغانيها الثائرة الخالدة. وجدّدت مجموعة "ناس الغيوان" وصالها مع الجُمهور المغربي عبر العديد من أغانيها، من قبيل "الصينية" و"النحلة شامة"، و"مهمومة"، وغيرها من المقطوعات التي رددها عشاق الفن الغيواني الذين حجوا إلى منصة سلا. هذا التاريخ الذي كتبه "ناس الغيوان" بماء الذهب لَمْ تستطع السنون محوَه من الذاكرة المغربية، وهو ما أظهرته سهرة مساء الأحد، من خلال تفاعل الشباب مع أغانيهم الخالدة. وعلق قائد المجموعة عمر السيد قائلا: "ما يقدمه ناس الغيوان يُعد ذاكرة لكل المغاربة..نحن ناضلنا منذ الستينيات لبصم اسمنا في السّاحة الفنية، ولَم يتعرف علينا الجُمهور إلا في السبعينيات. ورغم مرور السنوات إلا أننا لازلنا نشتغل بالإيقاع والشغف نفسهما". وعن تفاعل الشباب مع الظاهرة الغيوانية يقول السّيد: "أمر مُفرح أنْ يتوارث الحفيد عن الأب والجد هذا التراث الموسيقي"، ويضيف في حديثه لهسبريس: "الشباب هم حاملو مشعل ناس الغيوان، وإدخال آلات موسيقية حديثة على أغاني المجموعة سيضمن استمرارها بالانتقال إلى أجيال أخرى بطريقة جميلة". وبنفس الروحانيات التّي طبعت شخصيات أعضاء الفرقة، أخذت المجموعة عشاق فنّها في رحلة موسيقية متنوعة، تجاور فيها تراث الشاوية وإيقاعات سوس وگناوة، وغيرها من الأشكال الموسيقية التراثية المغربية، بعد دمجها في تراكيب لحنية وتوزيعات جديدة؛ في حين أكد عمر السيد أن الأغنية الغيوانية "عبرت بقوة عن معاناة الشعب المغربي". وعلى الإيقاعات نفسها التي انغمس فيها جمهور سلا طيلة أربع ساعات أسدل لمعلم حسن باسو الستار عن الليلة الثالثة من مهرجان موازين المخصصة للأغنية التراثية المغربية، والتي ألهبت حماس الجُمهور. تجدر الإشارة إلى أنّه صدر مؤخراً كتاب عن مجموعة "ناس الغيوان" يعيد النبش في الجذور، بعد جهد حقيقي يتمثل في استثمار الإيقاعات الأمازيغية والملحون والكناوي، وغيرها من الأشكال الموسيقية التراثية المغربية. وكشف السيد في هذا الصدد أنّه "ينكب رفقة عدد من الباحثين على التحضير لكتاب جديد يفسر الحمولة الثقافية والاجتماعية لكلام الغيوان".