حبور ومرح، رقص وترديد أغاني بصوت مرتفع مصحوب بالتصفيق لخلق الإيقاعات الضرورية، كان هذا حال جمهور دار الفنون بالرباط، مساء أمس السبت، وهو ينساب متابعا مجموعة "احباب الغيوان"، في حفل موسيقي نظمته "وكالة ألامبرا إيفينس" ودار الفنون بالرباط. وأدت هذه المجموعة، المؤلفة من سبعة شبان، عددا من أغاني "ناس الغيوان" وكذا أغاني كناوة، في مزج رائع بين أبعاد الأغنية الملتزمة اجتماعيا، وبين ما هو روحي وصوفي. هكذا، صدحت الأصوات بأغاني أشاعت حولها وما تزال الكثير من الحماس والتجاوب، ك،"مهمومة" و"الصينية" و"الحصادة" و"ما هموني" و"فين غادي بي" و"غير خوذوني"، فضلا عن عدد من الأغاني الكناوية التي ترفل في حلل التصوف من جهة، وتغوص في ذكر الأولياء الصالحين والتعبير عن شجون وأهواء ولواعج الإنسان البسيط. وقال نسيم حداد، المسؤول عن المجموعة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن فكرة المزج بين نمطي الغيوان وكناوة، تأتي من كون الملاحظ هو المزج الدائم بين موسيقى كناوة والموسيقى الغربية، من ثمة جاءت فكرة المزج بين هذين النمطين الغنائيين (الغيوان وكناوة) بالنظر للتقارب بينهما، إذ أن أغاني الغيوان تعتمد في هياكلها اللحنية والإيقاعية على الطابع الكناوي فضلا عن طبوع أخرى تراثية. وأضاف أن المجموعة احتفظت ببنية الأغنية الغيوانية كما هي، وأضافت عليها الطابع الكناوي بواسطة إضافة بعض الآلات الموسيقية التي يوظفها كناوة ك`"القراقب" و"الطبل" وهي آلات لم يوظفها "ناس الغيوان". واستطرد أن المجموعة حرصت على إدخال الغيوان في كناوة، بواسطة إدراج واعتماد آلتي البندير والبانجو، وهما آلتان غيوانيتان، معتبرا أن من يدخل إلى عالم موسيقى الغيوان يلمس وجود العيطة والحمدوشي وكناوة وغيرها من الألوان الموسيقية الشعبية، التي يزخر بها هذا التراث الموسيقي الكبير للمغرب. تجدر الإشارة إلى أن مجموعة "احباب الغيوان" تأسست سنة 2008، بواسطة شباب جامعي يعشق أغاني ناس الغيوان، وأن رئيسها نسيم حداد يهيء الدكتوراه في الفيزياء النووية، وهو محاط بشباب يتوفر كله على دبلومات جامعية، ما يعني أن الموسيقى والعلم صنوان لا يجب أن يفترقا. وشكلت مجموعة "ناس الغيوان" تجربة ثقافية فريدة من نوعها، عملت بشكل دؤوب، ولعشرات السنين، على تجديد التراث الشعري والغنائي والموسيقي الشعبي في المغرب.