تكريساً لتقليد سنوي أَلِفَهُ المقر المركزي لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، جرى يوم الثلاثاء تسليم الشواهد الدراسية لخريجي معهد التكوين الجمركي، البالغ عددهم 35 مفتشاً قدموا من 11 دولة إفريقية إضافة إلى هايتي. وتم ذلك بحضور المدير العام للمعهد نبيل لخضر، وسفراء بعض الدول الافريقية، وممثلين عن مؤسسات عسكرية وأمنية. وبلغ عددُ المفتشين المُكوّنين 35 مفتشاً، جلّهم من دول إفريقية، إضافة إلى هايْتي، سُلّمت لهم شواهد التخرّج، في تقليد دأبت عليه إدارة الجمارك منذ سنوات عدة، بعدما قضوا تسعة أشهر من التمارين النظرية والتطبيقية، تبتدئ شهر أكتوبر وتنتهي شهر يونيو، بتعاون مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي "AMCI". وفي هذا السياق، قال المدير العامّ لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، نبيل لخضر، في كلمة له خلال مراسيم توزيع الديبلومات على الخريجين الجدد، "إنّ تكوين مفتّشي الجمارك المنتمين إلى عدد من الدول الإفريقية يدخل في إطار التعاون بين إدارة الجمارك المغربية ونظيراتها في عدد من البلدان الإفريقية، من أجل تعزيز التعاون القائم بين المغرب وهذه الدول". وأضاف المسؤول الأول عن الجمارك المغربية أن "الجمارك تلعب دوراً محورياً خاصة في ما يتعلق بأمن واستقرار البلد"، داعياً في هذا الصدد "المسؤولين الأفارقة الجدد إلى التحلي بالمسؤولية وتشريف المملكة أحسن تشريف خلال تقلدهم لمناصب في بلدانهم"، قبل أن يتابع: "لقد مكنت هذه التجربة الفريدة من نوعها من توطيد العلاقات الثنائية بين إدارة الجمارك بالمغرب ونظيراتها بدول أخرى". وأورد المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هناك طموحا من أجل بناء معهد كبير بمواصفات متطورة وطاقة استيعابية عالية، من المرتقب أن يتم تشييده السنة المقبلة، وينتظر أن يفتح أبوابه لأكثر من 100 متدرب غالبيتهم من الدول الإفريقية الفرنكوفونية"، مبرزا أن "الجمارك المغربية تساهم في تكوين الأطر الافريقية ببرامج تكميلية بالإضافة إلى ما اكتسبوه من خبرة أثناء مزاولتهم لمهاهم في الجمارك". ويعتبر الفوج الحالي هو الفوج التاسع عشر من أطر إدارة الجمارك بالدول الإفريقية، وأكد مدير الجمارك أن التكوين الذي خضع له هذا الفوج "يحظى بطلب كبير من طرف المدراء العامين بالإدارات الجمركية ويجسد خيارات إدارة الجمارك"، وقال: "المتخرجون يصبحون مسؤولين وأطرا عالية في إداراتهم، ويصبحون بشكل أو بآخر سفراء للمغرب في بلدانهم". المكونون المنتمون إلى دول التوغو والكونغو والغابون وبروندي ومالي والنيجر وجزر القمر ونيجيريا وإفريقيا الوسطى وموريتانيا والمغرب وجمهورية هايتي، خضعوا لتداريب ميدانية داخل مؤسسات الإدارة بالدارالبيضاء لمدة تسعة أشهر، قبل أن يتم تخرجهم في دفعة جديدة تنضاف إلى الدفعات الثماني عشرة السابقة. من جانبها، كشفت مديرة مركز التكوين الجمركي بمدينة الدارالبيضاء أن 26% من خريجي الجمارك الذين قدموا من 11 بلدا إفريقياً، بالإضافة إلى جمهورية هايتي، كانوا من الإناث، 74% منهم يتوفرون على ديبلومات عالية (باك+4)، و89% لهم 3 سنوات من الخبرة في ميدان الجمركي. وأوردت المتحدثة ذاتها أن نسبة النجاح بلغت 100%، فيما تم تسجيل 17.69 كأعلى معدل خلال هذه الدورة، حصل عليه المتدرب التوغولي فولي كوفيفي، الذي عبّر، في تصريح لهسبريس، عن سعادته بالأشهر التسعة التي قضاها في التكوين، قبل أن يضيف أن المغرب قدم له الكثير وساعده على تحقيق مبتغاه. وعن طموحاته، قال المتدرب المتفوق: "سأعمل على نقل الخبرة التي راكمتها هنا إلى بلدي لأساعد أبناء وطني على صقل مهاراتهم وتجربتهم في مجال الجمركية".