تعالت أصوات مغربية تطالبُ الدولة بالرد على "خذلان" السعودية للمملكة المغربية في ملف الترشح لاحتضان كأس العالم 2026، خصوصا بعد التحركات المفضوحة لمسؤولي الدولة الخليجية لتغيير موقف بعض الاتحادات الكروية التي كانت ستمنح صوتها للملف المغربي. ورغم أن سبع دول عربية صوتت لصالح الملف المشترك بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك، فإن غضب الشارع المغربي طال فقط السعودية، بالنظر إلى دورها المحوري في حسم الصراع بين الملفين المرشحين. وفسرت بعض القراءات "العقاب السعودي" بوجود أزمة صامتة بين الرياضوالرباط عقب الموقف المغربي المحايد من الأزمة الخليجية الأخيرة. وتبنت الرباط منذ بداية الأزمة الخليجية موقفاً وسطياً، إذ دعا ملك المغرب محمد السادس حينها أطراف الأزمة إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة من أجل تخفيف التوتر وتجاوز الأزمة، دون أن يقف مع أي طرف على حساب الآخر. وخلط المغاربة بين المواقف الرياضية والسياسية في هجومهم المتواصل على السعودية، الذي وصل إلى حد المطالبة بفسخ جميع التحالفات القائمة بين البلدين. لكن الباحث في العلاقات الدولية والعربية خالد شيات اعتبر أن موقف الرياض تجاه "موروكو 2026" "لا يمكن أن يمهد لأزمة دبلوماسية في العلاقات بين المملكتين". وفي وقت لم يصدر أي موقف رسمي يلوم الدول العربية التي صوتت ضد الملف المغربي، يرى الباحث المغربي، في تصريح لهسبريس، أنه حتى وإن كانت بعض الدول تخلط بين السياسي والرياضي فإن على المغرب أن يضع جانباً محطة "تصويت المونديال". وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة أن على المغرب أن يُحافظ على قضاياه الإستراتيجية مع السعودية وباقي دول الخليج وعدم إقحام الصراع الرياضي في دبلوماسية البلدين، مضيفا: "لو تعلق الأمر بقضية الصحراء المغربية أو مواضيع إستراتيجية أخرى لكان الرد التصعيدي منطقيا". ولفت الباحث إلى أن المغرب تجمعه مع السعودية والإمارات علاقات ممتازة يجب أن تنأى عن هذا الجدل الرياضي؛ "لأن المنطقة لا تحتاج إلى جرح آخر وتأزيم للوضع أكثر". وحول القراءة التي أعطيت لاتصال الملك محمد السادس بأمير قطر لشكره على تصويت بلاده لصالح الترشيح المغربي؛ وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة رسالة غير مباشرة إلى السعودية، أكد شيات أن "هذه القراءة خاطئة لأن العاهل المغربي لا يمكن له أن يتصل بالأطراف التي لم تقف بجانبه، وهذا لا يعني أن هناك أزمة خفية ترتبت عن التصويت". ودعا الخبير ذاته المغاربة إلى تشجيع المنتخب السعودي في "مونديال" روسيا، قائلاً: "هذه رياضة شعبية عليها أن تبقى بعيدة عن لغة السب والشتم..هذا ليس من شيم المغاربة"؛ ولكنه أكد أن عدم الرضا عن المسؤولين السعوديين بعد واقعة التصويت "أمر سليم ومنطقي". جدير بالذكر أن الملف الأمريكي المشترك الذي يحمل شعار "متحدون 2026" حصل على 134 صوتا، مقابل 65 صوتا فقط للملف المغربي. وصوتت سبع دول عربية لصالح الملف المشترك بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك، لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، وهي السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت والعراق والأردن ولبنان.