قبل أربعة أعوام فقط، واجهت المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ومشجعوها مشكلة كبيرة في التغلب على عائق اللغة خاصة في ظل عدم وجود عدد كاف من البرازيليين المشاركين في عملية التنظيم يتقنون اللغة الإنجليزية. وما أشبه الليلة بالبارحة، حيث بدأت مشاكل اللغة تظهر بشكل كبير أيضا مع بدء توافد المشجعين والإعلاميين على المدن الروسية المختلفة لحضور ومتابعة فعاليات النسخة الجديدة من المونديال والتي تستضيفها روسيا من الخميس المقبل وحتى 15 يوليوز المقبل. ويواجه كثيرون من الزائرين حاليا صعوبة في التعامل مع العديد من أوجه الحياة في المدن الروسية خاصة في التنقلات رغم مظاهر التنظيم الجيد لهذه النسخة من المونديال والتي تفوق كثيرا ما كان عليه الحال في النسختين الماضيتين 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل. ونجح المنظمون في روسيا في التغلب بشكل كبير على مشكلة وعائق اللغة في المطارات المختلفة والملاعب المستضيفة للبطولة وذلك من خلال توفير بعض اللافتات التي كتبت باللغة الإنجليزية إلى جانب الروسية أيضا. ولكن بمجرد الخروج من المطارات أو الملاعب ، تبدأ المشكلة الحقيقية التي يعاني منها الزائرون لمتابعة المونديال سواء كانوا من المشجعين أو الإعلاميين. وفي محطات مترو الأنفاق على سبيل المثال ، توجد بعض اللافتات التي كتبت باللغة الإنجليزية لترجمة أسماء المحطات نفسها ولكن المشكلة تظل في الارتباك الذي يصيب الزائرين لمعرفة الاتجاه المطلوب في ظل هذا الحجم الضخم لشبكة المترو على الأقل في العاصمة موسكو ومدينة سان بطرسبرغ. وعانى بعض الزائرين من ارتياد المترو في الاتجاه الخاطئ وإضاعة بعض الوقت والجهد في ظل عدم توافر أي متطوعين في محطات المترو لإرشاد الزائرين وتسهيل الأمور عليهم. ولا يختلف الحال في باقي وسائل النقل العام وكذلك في سيارات الأجرة حيث يتطلب الاستفسار عن كيفية الوصول إلى أي مكان والوقت اللازم للوصول إليه جهدا كبيرا ووقتا طويلا في ظل عدم اتقان العاملين والسائقين في هذه الوسائل للغات أخرى بخلاف الروسية. وقال المشجع الأردني سليمان أبو لوز (من أصول فلسطينية ويحمل العلم الفلسطيني) : "إنها أول زيارة لي إلى روسيا. أتيت لمشاهدة منتخبات البرازيل وإسبانيا والبرتغال. منتخب البرازيل يضم مارسيلو الذي أحبه كثيرا لأنني مشجع متحمس لريال مدريد الإسباني الذي يضم أيضا عددا من اللاعبين في المنتخب الإسباني إضافة للبرتغال كريستيانو رونالدو". وأضاف : "لكن المزعج هنا في روسيا هو اللغة. قليلا ما نجد من يتحدث الإنجليزية". وقال مواطنه محمد عطية (من أصول فلسطينية أيضا) : "منذ بداية حجز التذاكر ، واجهت العديد من الصعوبات. وحتى لحجز تذاكر القطارات ، كنت أواجه العديد من الصعوبات. لا يوجد من يتقن اللغة الإنجليزية وهذا ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا. وعند وصولي إلى هنا واجهت نفس هذه المشاكل. لا يوجد العديد من اللافتات بالغة الإنجليزية إلا قرب الملاعب فقط. وحتى في مترو الأنفاق نجد نفس المشاكل. شيء جيد أن يحافظ البلد على لغته وثقافته ، ولكن يجب التعاون والتواصل مع الزوار مع استقبال حدث عالمي مثل هذا". وفي إحدى الحافلات العامة التي تنقل الزائرين من منطقة المطار في مدينة سان بطرسبرغ إلى وسط المدينة ، كادت تحدث مشكلة بين أحد الزائرين وموظفة تحصيل الأجرة بسبب عدم دراية كل منهما بلغة الآخر وذلك عندما حاولت الموظفة تحصيل أجرة على الحقيبة التي يصطحبها الزائر الذي كان يعتقد أن الأجرة له فقط. وفي الطرق والميادين ، يواجه الزائرون صعوبة أكبر كثيرا في الوصول إلى الأماكن التي يرغبونها حيث كتبت معظم اللافتات باللغة الروسية بالطبع ومن الصعب العثور على إجابة بلغة أخرى من المارة حيث تلعب "الإشارات" دورها في بعض الأحيان.