في مقر الدرك الملكي، انتهت قصة الشاب الذي أخرج مئات المواطنين وحشَدهم في سفح جبل بقرية سرغينة، نواحي بولمان، بعد أن زعم أنّ في باطن الجبل كنزا عظيما، سيُفضي إخراجه إلى رفاهية أهالي المنطقة، فصدّقه الناس وتبعوه، قبل أن يكتشف الجميع أن الأمر ليس سوى وهم. وذهبت عدد من الآراء بعد واقعة حشد المئات من الناس إلى قرية سرغينة، يوم السادس والعشرين من رمضان، الذي يصادف ليلة القدر، إلى أنّ الشاب الذي ادعى وجود كنز في القرية يعاني خللا نفسيا؛ فيما تناقلت بعض وسائل الإعلام أنه أحيل على مستشفى الأمراض العقلية، بعد التحقيق معه من طرف الدرك. وحسب الإفادات التي حصلت عليها هسبريس فإنّ الشاب المدعو "ح.ج" لا يعاني من أي اضطرابات نفسية أو عقلية، بل هو شخص سويّ، يتمتع بكامل قدراته العقلية، ويشتغل، وهو ربّ أسرة ولديه أولاد، ولديه نصيب من التعليم، إذ إن مستواه الدراسي هو مؤهّل ثانوي "نيڤو باك". المثير في قصة "كنز قرية سرغينة" أن الوافدين على الجبل، الذين كانوا يأملون أن يتمخّض فيلد ذهبا، لم يكونوا من الطبقات الدنيا، أو من دون مستوى تعليمي، بل منهم أشخاص من الطبقة المتوسطة، حجوا إلى المكان على متن سياراتهم الخاصة، ومنهم شخصان قَدما من إسبانيا، حسب إفادات من المكان. ولم تتسنّ معرفة ما إن كان الشخصان القادمان من إسبانيا جاءا فقط من باب الفضول، لمعرفة ما ستنتهي إليه حكاية الكنز المزعوم، أم أنهما كانا بدورهما من الذين صدّقوا الوهم، وانتقلا من الجارة الشمالية للمملكة إلى جبل سرغينة. "كذبة" وجود كنز في باطن جبل قرية سرغينة، حسب إفادة متابع لهذا الموضوع من بولمان، انطلقت منذ أيام، وتناقلتها الألسن إلى الآذان في المقاهي، وفي التجمعات، لتتوسع رقعتها، ويصدّقها المئات مِن الناس. "تعيا ما تقول للناس را هادشي غير تخربيق، ولكنهم تاقوا بشكل غريب"، يقول المتحدث لهسبريس. ورغم أنّ الاستعداد لحشد الناس إلى جبل سرغينة انطلق منذ أيام، إلا أن السلطات في المنطقة لم تتدخّل، ولم تدخل على الخط إلا بعد أن احتشد الناس وصعدوا إلى الجبل، واستمعوا إلى "خطبة" المدعي وجود الكنز، وكتبوا كلمة "الله" في المكان الذي كانوا يأملون أن يستخرجوا منه الكنز، قبل أن يعودوا خائبين.