أوقفت عناصر الدرك الملكي ببولمان، اليوم الاثنين، شخصا في عقده الرابع في جماعة سرغينة بغية إخضاعه للتحقيق على خلفية إيهامه مئات الأشخاص بكونه سيدلهم، بالتزامن مع اليوم 26 رمضان، على "كنز عظيم" مدفون بالجبل الذي يطل على "دوار تيشوت". وكان مكان الكنز المزعوم، ضواحي مركز جماعة سرغينة، قد تحول، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، إلى محج للزائرين من مختلف مناطق إقليم بولمان، رغبة منهم في حضور لحظة كشف الكنز، قبل أن يتأكد للجميع زيف ادعاءات الشخص المذكور بعد أن أخبرهم أن "الله هو الكنز الحقيقي"، وأن "النصيب من كنز الجبل سيصل إليهم في منازلهم". حفيظ تلولولت، الناشط الجمعوي والإعلامي ببولمان، قال إن قصة كنز جبل سرغينة، التي انتشرت بإقليم بولمان، برزت قبل أسبوعين، والشخص الذي ادعى معرفته بأمر هذا الكنز الضخم حدد اليوم 26 رمضان، لما له من دلالات دينية، للكشف عن الكنز الموعود، مبرزا أنه ألقى في مئات الأشخاص، الذين حجوا إلى المكان، خطبة أكد فيها أنه رجل صالح ولم يغره الطمع وأن الكنز الضخم يكفي ليستفيد منه جميع أبناء القبيلة. ورجح تلولولت أن تكون الصحة العقلية للشخص المذكور "ليست على ما يرام"، مستغربا كيف صدق مئات الأشخاص روايته غير المعقولة، وانصاعوا إلى ما كان يأمرهم به من طقوس بسهولة، من بينها حرق بعض الحشائش بسفح الجبل، وصلاة ركعتين، ومطالبته من لا يصلي بالانسحاب من المكان ليتحقق أمر الكشف عن الكنز، مبرزا أن المعني بالأمر تم إخراجه من وسط الحشد البشري، نهاية هذا الهزل، تحت حماية عناصر الدرك التي نقلته إلى مقرها لأجل التحقيق. في غضون ذلك، علمت هسبريس أن الشخص الذي زعم تواجد الكنز بجبل دوار تيشوت متزوج وأب لطفلين، وكان يشتغل سائقا لشاحنة تنقل الحصى من الجبل نفسه، وذلك قبل انتقاله إلى ضواحي الحسيمة لأجل العمل، تاركا أسرته الصغيرة بمسقط رأسه الذي عاد إليه، مؤخرا، ناسجا روايته الغريبة حول وجود "الكنز العظيم" بسفح الجبل.