تواصل شركات الإنتاج السينمائي الغربية تفضيل أزقة الدارالبيضاء لتصوير مشاهد أفلام حرب الشرق الأوسط، مستفيدة من ملاءمة طبيعة مجموعة من أحياء العاصمة الاقتصادية لمشاهد الحرب والدمار. وشرعت شركة غربية في تصوير مجموعة من المشاهد عن قصة تدور مجرياتها في سوريا، وبالضبط بالمناطق التي طالها الدمار بكل من حلب والرقة وغيرها من المناطق الأخرى. ويحكي الفيلم قصة أسر سورية تعاني من الحرب وتسلط النظام السوري والجماعات الإرهابية، باعتماد تقنيات تصوير متطورة. وسارعت الشركات المغربية العاملة مع الشركة الأجنبية المنتجة للفيلم إلى حجز أماكن تصوير وسط الحي الأوربي بمدينة الدارالبيضاء، وكراء واجهات محلات تجارية ومداخل بعض العمارات السكنية التاريخية، التي تشبه في هندستها العمرانية التصاميم الهندسية للمدن السورية. وساهم تدهور حالة البنايات التاريخية بمدينة الدارالبيضاء في جذب اهتمام منتجي الأفلام الغربية الذين يرغبون في تصوير مشاهد أحياء مدمرة أو في حالة متردية. ووفق تصريحات مجموعة من العاملين في الميدان السينمائي المغربي فإن معظم المنتجين يفضلون تصوير مشاهد حرب في مناطق درب السلطان ومرس السلطان والحي الأوربي القديم بشوارع محمد الخامس وعلال بنعبد الله. واعتبر هؤلاء العاملون أن نشاط تصوير الأفلام الأجنبية يساهم في ضخ مبالغ مالية مهمة في خزينة الدولة، إلى جانب المداخيل التي يجنيها شباب المناطق التي تصور فيها مشاهد الأفلام الغربية، والتي تتراوح يوميا ما بين 300 و500 درهم على الأقل بالنسبة لكل فرد.