بداية تجدر الإشارة إلى أن "أباينو" معناها بالأمازيغية "العين" من حجم صبيب كبير، والمتواجدة في أرض مستوية، ناهلة مياهها من فرشة مائية مهمة. أما تسمية "عين أباينو" فهي شبيهة بتسمية "عين أغبال" المركبة من كلمة عربية وكلمة أمازيغية لهما المعنى نفسه؛ مع اختلاف دلالة الكلمات الأمازيغية في تلك التسميات؛ لأن العيون في الأمازيغية لها أسماء مختلفة باختلاف أحجامها. أما "عين أباينو"، المرتبطة بمقاربتنا التصنيفية للعيون، فهي اسم لمُسَمّيين هيدرونيميين وطوبونيميين متواجدين بمنطقتين مختلفتين، أحدهما قرب مدينة شيشاوةبإقليممراكش، وثانيهما قرب مدينة أكَلميم، إقليمتيزنيت. ومن حيث المقاربة التصنيفية هذه يُعتبران، من الناحية الهيدرونيمية، من عيون الماء الأكبر حجما، وينبع كل واحد منهما في شبه واحة تحيط بها بيئة شبه قاحلة وغير بعيدة جدا من جبال الأطلس الكبير الغربي بالنسبة ل"عين أباينو" المتواجدة قرب شيشاوة، ومن جبال الأطلس الصغير. أما من حيث التوظيف العلاجي والسياحي فإن لكل منهما وظيفتها، ف"عين أباينو" القريبة من مدينة شيشاوة ارتبطت بالسياحة الترفيهية، في حين اشتهرت "عين أباينو" القريبة من مدينة أكَلميم بالسياحة العلاجية. وكل من زار محج "عين أباينو" القريب من مدينة شيشاوة سيلاحظ معالمه الجذابة ومؤهلاته الطبيعية الخصبة وثرواته المائية الهائلة. لكن الأنشطة المستهلكة للماء بالمنطقة نتيجة المشاريع الفلاحية التدميرية للفرشة المائية قد تحد من تلك السياحة الترفيهية ومن هذه المؤهلات الطبيعية الجذابة؛ والتي تتمثل في موت عدد كبير من الأشجار المثمرة مثل الزيتون والرمان وتجريد المساحات الخضراء ل"عين أباينو" التي تضفي عليها ما من شأنه أن يجذب الزائرين وينعش السياحة الترفيهية للمنطقة وللمدينة؛ وتضمن للمجال عناصر حياته كإرث تاريخي وثقافي وطبيعي قادر على تجسيد روح التنمية المستدامة ويحقق عيش مقبولا للأجيال الحاضرة ويضمن للأجيال اللاحقة حقها في العيش. إن حفر الآبار من قبل المستثمرين أكثر فأكثر عمقا قد يؤدي إلى الوصول إلى شرايين "عين أباينو"، خاصة أن صبيب العين قد تراجع، وقد يتسبب في تعميق أزمة الماء لدى الساكنة. أما منتجع "عين أباينو" القريب من مدينة أكَلميم، المعروف سياحيا بحامّاته الدافئة وواحته الجميلة وطنيا ودوليا، فهو مصنف في إطار "السياحة العلاجية". إنه من المواقع السياحية المتنوعة التي تزخر بها جهة أكَلميم – واد نون. وتقع «حامة» أباينو الاستشفائية على بعد 16 كيلومترا إلى الشمال الغربي لمدينة كلميم، وتعد من أشهر العيون المعدنية التي تتدفق على سفوح جبال الأطلس الصغير بمنطقة واد نون، بحرارة تبلغ حوالي 38 درجة. ولقد اكتشفت العين في ستينيات القرن الماضي وفقا للروايات المحلية، وتستقبل سنوياً الآلاف من الزوار وطالبي الاستجمام وعلاج بعض الأمراض الجلدية، حتى أضحت من أهم الوجهات السياحية الاستشفائية بجهة كلميم واد نون والجنوب المغربي. كما أن "الحامة" تتوفر على مسبحين منفصلين، أحدهما للرجال والآخر خاص بالنساء؛ ما يرهن مستقبل السياحة في هذه المنطقة بالاعتناء بمرافقها العلاجية والاجتماعية والبنيات التي تتطلبها. *باحث في الأنثروبولوجيا