موجة سُخْرِية كبيرة عَمَّتْ مواقع التواصل الاجتماعي جراء مشاركة وزير الحكامة والشؤون العامة، لحسن الداودي، في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عمال شركة "سنطرال"، مساء أمس الثلاثاء، أمام البرلمان المغربي، إذ استغرب نشطاء إقدام وزير في حكومة العثماني على الاحتجاج رفقة مستخدمين يطالبون الحكومة بإيجاد حل لأزمتهم. ووصف العديد من المعلقين مشاركة الداودي في الوقفة الاحتجاجية ب"الفعل المنافق والمُحْتَقِرِ لمطالب شريحة واسعة من المغاربة بتَنَكُرِه لمطالب المقاطعة ودفاعه عن مصالح الشركات"، وهو ما اعتبروه مستوجبا للعصف به من منصب المسؤولية الحكومية. وأكدت "التدوينات" أن رفع الداودي للشعارات رفقة العمال "فَضِيحة ومُراهقة سياسية يرتكبها طلبة الجامعات وليس من خَبرَ المسؤولية للولاية الحكومية الثانية"، مطالبين إياه ب"الاعتذار للمواطنين والاهتمام بقطاعه الوزاري، والعمل على الحد من موجة الغلاء التي طالت العديد من المواد الاستهلاكية الأساسية خلال شهر رمضان". وأضافت "التدوينات" التي تناسلت بشكل سريع على "فايسبوك" أن ما قام به الرجل "شرود تام عن اللياقة التي تقتضيها المسؤولية، خصوصا باتهامه للمغاربة بوضع الاقتصاد الوطني في حالة خطر"، متهمين إياه ب"محاباة المواقع والتعويضات التي أَنْسَتْهُ من صوت عليه في الانتخابات التشريعية الماضية". ولم يسلم الداودي حتى من تعليقات قيادات بارزة من حزب العدالة والتنمية، فمباشرة بعد إبداء رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، انزعاجه من تصرف الوزير، خَرَجَ العديد من صقور الحزب الإسلامي، على رأسهم البرلمانية أمينة ماء العينين، التي أوردت في "تدوينة" لها: "يجب وقف عملية القتل الرمزي الجارية ل"البيجيدي" بأساليب لا تليق بما راكمه مناضلون أحرار بتضحيات جسيمة"، مضيفة أن "رصيد الحزب لا يمكن أن يعتبره أي من الأعضاء مهما كان موقعه رصيدا شخصيا يبدده كيف يشاء بعيدا عن اختيارات الحزب". بدوره قال سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على حسابه الشخصي، إنه "لم يقتنع يوما أنه يمكن لبرلماني أو وزير أن يحتج بالوقفات إلا إذا كان ذلك في قضايا الأمة أو الوطن، لما لهما من الآليات التي تمكنهما من القيام بمهامهما من مواقعهما دفاعا عن الشعب"، وزاد: "على كل حال كل واحد مسؤول عن تصرفاته". وفي السياق ذاته أشار نبيل الشيخي، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، إلى أن "خروج وزير للاحتجاج مع عمال شركة يدافعون عن أوضاعهم في مقابل رأي تبنته شريحة واسعة من المجتمع بخصوص موضوع المقاطعة يعتبر قمة العبث والاستهتار الذي يَسْتَوجِبُ وقفة حقيقية". تجدر الإشارة إلى أنه لأول مرة منذ انطلاق حملة المقاطعة خرجت شغيلة شركة "سنطرال"، بمعية وزير الحكامة لحسن الداودي، مساء أمس الثلاثاء، للاحتجاج أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، مطالبة بوقف حملة المقاطعة التي أَدَّتْ إلى فصل العديد من المستخدمين، وخفض كمية إنتاج الحليب بنسبة كبيرة.