عندما تستقل بعثة المنتخب السعودي الطائرة متوجهة إلى كأس العالم لكرة القدم في روسيا بعدما يضع الموسم أوزاره وتسكت كل الأصوات إلا من دقات قلوب الجماهير المترقبة سيدرك اللاعبون في قرارة أنفسهم أنهم مقبلون على مغامرة محفوفة بالمخاطر. فقد استفاق عشاق "الصقور الخضر" من نشوة التأهل إلى المونديال للمرة الأولى منذ سنوات، على صدمات مثيرة للقلق، بدأت مع إقالة المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك الذي نجح في قيادة "الأخضر" السعودي إلى نهائيات كأس العالم بعد 12 عاما من الغياب، وتعيين إدجاردو باوزا خليفة له ولكن تمت إقالته بعد شهور قليلة بسبب سوء النتائج. ورغم تعيين الأرجنتيني-الإسباني خوان انطونيو بيتزي لقيادة الفريق في نهائيات مونديال روسيا، لكن نتائج المباريات الودية الأولية لم تكن مبشرة فرغم الانطلاقة بالفوز بثلاثية نظيفة على مولدوفا خسر الفريق أمام العراق 4-1 ، ثم تعادل مع أوكرانيا بهدف لمثله في لقاء ربما قدم لعشاق الفريق العربي بارقة أمل، ولكن يبدو أنها انزوت بعدما قسى المنتخب البلجيكي بكامل نجومه على "الخضر" بأربعة أهداف دون رد. النتيجة الكبيرة لم تأت من فراغ، وانما كانت انعكاسا للأداء المتواضع الذي قدمه المنتخب السعودي، وهو ما أثار القلق هذه المرة ليس على المستوى الجماهيري فحسب، وصلت لما هو أعلى من ذلك. فالرئيس العام لهيئة الرياضة السعودية، تركي آل الشيخ، أبدى احباطه الشديد من الأداء الذي قدمه المنتخب في مواجهة بلجيكا، مبديا اعتراضه على طريقة اللعب التي ينتهجها بيتزي واختياراته. غرد آل الشيخ عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بعد المباراة قائلا "مستوى سيء ! لازم نحصل راس حربه !"، مضيفا " عبدالله الحمدان على صغر سنة افضل من مستوى السهلاوي الحالي!". وعلى الرغم من فوزه في وديتين آخريين خلال الشهر الجاري على الجزائر واليونان (2-0 في كل مباراة) لكنه خسر مجددا أمام إيطاليا (2-1)، ليعود القلق من جديد لقلوب الجماهير السعودية مع اقتراب المونديال. والحديث عن هذا القلق ليس من قبيل المبالغة، فالمنتخب السعودي سيكون طرفا في المباراة الافتتاحية للحدث الرياضي الأهم في العالم أمام صاحب الضيافة المنتخب الروسي على استاد (لوجنيكي) بالعاصمة موسكو في 14 من يونيو المقبل في مستهل منافسات المجموعة الأولى. وبعيدا عن الضغط الجماهيري الكبير الذي سيقع تحته المنتخب السعودي في الاستاد الذي يسع لنحو ثمانين ألف متفرج، سيكون غالبيتهم بطبيعة الحال من مشجعي صاحب الضيافة، فإن روسيا ليس بالمنافس الأخطر بالنسبة ل"الخضر"، إذ خسر الدب الروسي لقائين وديين خاضهما أولا أمام البرازيل 0-3 وفرنسا 1-3. لكن يظل المنتخب الروسي صاحب الأرض أحد المنافسين على بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة الأولى، إلى جانب المنتخب المصري، الذي خسر بشق الأنفس أمام المنتخب البرتغالي بهدفين لواحد بعد أن كان متقدما بهدف نجمه الأول وهداف الدوري الإنجليزي الممتاز، محمد صلاح، قبل أن يسجل نجم ريال مدريد الإسباني، كريستيانو رونالدو، هدفين برأسيتين في الوقت المحتسب بدل الضائع. بينما يعتبر منتخب أوروغواي، متسلحا بنجميه لويس سواريز مهاجم برشلونة وإدينسون كافاني لاعب باريس سان جيرمان، المرشح الأوفر حظا لحجز بطاقة التأهل الأولى عن المجموعة. وبعيدا عن الافتراضات، ستكون أوروغواي الخصم التالي للسعودية قبل أن تواجه مصر في ختام الدور الأول من المغامرة المونديالية، التي تبدو محفوفة بالمخاطر. *إفي