يُعدُّ مِن مريدي المدرسة الموسيقية اللامعة التي أسّسها الفنان صباح فخري، انطلق مشواره الفني في أواخر التسعينات، واختار لنفسه أسلوباً عريقاً جعل منه اسماً لامِعاً في السّاحة الفنية المَغربية والعربية المعاصرة، لا سيما أنّه باقٍ وسيظل على العهد بالمحافظة على أغاني التراث الأصيل. مع توالي السنوات، أصبح الفنان سوري الأصل المزداد بمدينة الدارالبيضاء، بدر رامي، من المطربين المميزين البارزين على صعيد الساحة الفنية العربية المعاصرة، الذين انفردوا بسهراتهم الطربية وتقديمهم لأغاني الزمن الجميل والطرب الأصيل داخل المغرب وخارجه. في حوار مع هسبريس، يتحدث رامي عن علاقته بصباح فخري وتمسكه بالتراث الأصيل، ويكشف بعضاً من يومياته الرمضانية. يصفنوك بالابن الروحي لصباح فخري، ما سر ذلك؟ علاقتي بالأستاذ صباح فخري امتدت من حلب واستمرت في المغرب، عائلتي كانت تجمعها علاقة صداقة قوية به، لمّا ولدت هنا في المغرب، كان الأستاذ الفنان صباح فخري في أرض المملكة المغربية رفقة الحاج محمد بنيس. قلت، يوم ولدت، حل الفنان صباح فخري بالمستشفى الذي وضعتني فيه أمي، حضنني بين يديه وأذن لي في أذني، وكأن "روحا" منه دخلت في كياني، سبحان الله، وأنا أعتبره والدي الروحي. هل كُنت تطمح إلى بناء مسار فني منذ الصغر في المغرب؟ ترعرعت في وسط فنّي طربي منذ الطفولة، وقمت بتجويد القرآن الكريم في الصغر أكسبني تقنية التعامل مع مخارج الحروف والمقامات العربية الأصيلة، وانتقلت إلى حفظ الموشحات والأدوار بشكل تدريجي بتأثير من والدي، وهو عازف كمان، المايسترو محمد رامي. لا يُمكِن القول إنّني بنيت مسَاري الفنّي منذ الصغر، لكن حاولت أنْ أحقق التوازن بين دراستي الأكاديمية في مجال التدبير الإداري والتسيير والموسيقى. تشبثك بالموشحات والطرب، ألم يُؤثر على نجوميتك في المغرب خصوصاً؟ أنا أحب الموشحات والقدود الحلبية والقصائد. ترعرعت في هذا الوسط الذي تغلب فيه النفحة الفنية التراثية الأصيلة، وإلى حد الآن أستمر فيه. حاليا، الحمد لله، في المغرب لن أتخوف على مستقبل هذه الموسيقى، فهي متجذرة في التربة المغربية بشكل عميق جداً، في سياق تواجد جميع أنواع الفن، الجيد منه والرديء. ولو لم يكُن هذا اللون الراقي محبوبا لدى الجمهور المغربي، لما استمر بدر رامي في السّاحة الفنية لليوم. لكن مع ذلك، أحاول أنْ أسلك طريقاً جديداً أقدم من خلال أغان جديدة مع المحافظة فيه على التراث الأصيل. ألا تُفكر في تقديم أغنية مغربية بستايل شبابي؟ كل الفنانين أصدقائي، أحبهم وأشجعهم ولست ضدهم، لكن لكل واحد ستايل خاص به، لا يُمكنني تقديم هذا اللون الفنّي لأنه لا يُناسبني. في السياق نفسه، لدي تعليق بسيط حول مَا يقدّمه هؤلاء الفنانين تحت اسم "أغنية مغربية"، أنا أجده لا يمت بصلة للأغنية المغربية، لا لحنا ولا كلمة ولا إيقاعاً. ماذا تفضل على مائدة الإفطار في رمضان؟ أنا مغربي بيضاوي، اعتدت على الأطباق المغربية بكل أنواعها دُون استثناء، لكنني أفضل المُملحات أكثر من الحلويات على مائدة الإفطار. ما تعليقك على وصف الأعمال الرمضانية ب"الحموضة"؟ مازحاً، أنَا أحب الحموضة وكل شيء ذي طعم حامض. أتابع الأعمال التلفزيونية الرمضانية كسائر المغاربة، بدءا بالأذان والكاميرا الخفية مروراً بباقي السلسلات، أعتقد أنّ الدراما والكوميديا المغربية تعيش مرحلة انتقالية لا بُد أنْ تعرف مخاضاً ونقاشاً من هذا النوع، وأتمنى أنْ يثمر هذا النقاش أعمالا ممتازة تبلغ العالمية.