يتهيأ المطرب السوري - المغربي بدر رامي نهاية الأسبوع الجاري لإحياء أمسية طربية في أحد المنتجعات السياحية بمدينة الجديدة في إطار الملتقى الدولي للموسيقي الأندلسية الذي تنظمه جمعية هواة الموسيقى بالمغرب، التي تستضيف في الملتقي هذه السنة كلا من الجزائر، تونس، إسبانيا، البرتغال وسوريا الممثلة في المطرب رامي، الذي شعاره في الحياة .. «إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه» شعار عاكس للطيبوبة والسماحة و «الصوفية» التي«يمارسها» في حديثه ومعاملاته وفنه. التقته «الاتحاد الاشتراكي» في ندوة «أندلسيات»، فكان الموعد الذي فتح من خلاله صدره، ودفتر حبه للمغرب وللمغاربة ولفن الموشحات وطرب الآلة.. نقرأه كالتالي: بداية، من هو بدر رامي المطرب، الفنان؟ بدر رامي ولد في وسط فني، وترعرع فيه. عائلتي جميعها محبة للفن، ووالدي عازف ماهر على آلة الكمان. لما ولدت هنا في المغرب، كان الأستاذ الفنان صباح فخري في أرض المملكة المغربية رفقة الحاج محمد بنيس، الذي أعتبره أبي الروحي باعتبار المحبة التي يكنها لي و للفن عموما.. قلت، يوم ولدت،حل الفنان صباح فخري بالمستشفى الذي وضعتني فيه أمي، حضنني بين يديه وأذن لي في أذني، وكأن «روحا» منه دخلت في كياني، سبحان الله، حيث منذ الصغر وأنا أحب الموشحات و القدود الحلبية والقصائد.. فترعرعت في هذا الوسط الذي تغلب فيه النفحة الفنية التراثية الأصيلة.. ولحد الآن أستمر فيه. شاركت هذه السنة في مجموعة من التظاهرات والمهرجانات الموسيقية، التي شكلت الانطلاقة، فماذا عن قبل؟ كل شيء بأوانه، فسني يصل إلى ست وعشرين سنة فقط، وأغلب المطربين لا ينطلق إشعاعهم إلا في سنوات العشر ين و ما فوق. وأعتقد أن الظرفية الحالية فرصة مواتية لأكشف عن ما أختزنه من مواهب وطاقات فنية. والحمد لله، فقد شاركت في أحسن المهرجانات وأرقاها كمهرجان الموسيقى الروحية، حيث قدمني الأستاذ الكبير صباح فخري، وكان النجاح والتجاوب والتفاعل من قبل الجمهور هناك في فاس.. وبما أنه لا يمكن أن أقيم أدائي، فقد كان ذلك قنطرة للمشاركة في تظاهرات ومهرجانات أخرى كمهرجان «أندلسيات» المقبل، الذي أعتبره مهرجانا له وزنه الكبير، وبالمناسبة فإنني أحيي الجهة المنظمة له، جمعية هواة الموسيقى الأندلسية، التي أسست لهاته التظاهرة القيمة والهادفة .. بخصوص التجاوب و التفاعل.. فقد شاركت هذه السنة، كما ذكرت، في العديد من المهرجانات الموسيقية، كيف كان رد فعل الجمهور المغربي، عموما، تجاهك؟ الحمد لله، المغاربة إخوتي. فأنا سوري الأصل من مدينة حلب، لكن أعتز بمغربيتي أيضا، لأنني أعيش في هذا البلد السعيد، ومغربي بالروح، ومن هذا المنطلق، أقول «خوتي لمغاربة كيبغيو» هذا النوع من التراث، «وكيمتو على الأستاذ صباح فخري»، وبالتالي ينظرون إلي بأنني «الروح ديالو»، هبة «عطاها ليَّ الله من عندو»، والحمد لله. تتحدث عن صباح فخري و الموشحات.. أين هو «نصيب» طرب الآلة من وجدانك باعتبارك مغربي المنشأ؟ أحبه كثيرا وأعشقه وأسمعه، وأسعى مستقبلا أن أقوم بمحاولات وتقديمها للجمهور، ولمَ لا، ستكون تجربة جيدة جدا. فأنا أعيش هنا في المغربي، وبالتالي لا يعقل ألا أغني أغنية / أغاني مغربية. أكيد ستكون هناك مفاجآت في الطريق، منها أغنية مغربية مع الملحن القدير حسن القدميري، أغنية مغربية اللحن والإيقاع، لكنها ذات نفحة شرقية، لماذا؟ لأجل إيصال هذه الأغنية للشرق، يغنيها فنان سوري الأصل، مغربي الروح، وملحن مغربي معروف.. هل هذا يعني أن الفنان بدر رامي مستعد للخروج من دائرة الموشحات وأغنية القصيد؟ لن أخرج من دائرة الموشحات، بل سأضيف إلى ذلك الأغنية المغربية. في ظل «الموجات» الموسيقية الجديدة التي اجتاحات العالم العربي، كيف تنظر إلى وضعية الموسيقى العريقة، الموشحات، الطرب الأندلسي، الغرناطي.. ؟ حاليا، الحمد لله، في المغرب لن أتخوف على مستقبل هذه الموسيقى، فهي متجذرة في التربة المغربية بشكل عميق جدا، في سياق تواجد جميع أنواع الفن الجيد منه والرديء.. لكن في هذا الوطن مازال يتم الاهتمام بالتراث الموسيقي الذي يشكل أحد عناصر الهوية المغربية، والمهرجانات التي يتم تنظيمها يوضح بجلاء هذا الاهتمام كمهرجان «الأندلسيات» الذي هو مهرجان تراثي، و كذا مهرجان الموسيقي الروحية بفاس ومهرجان «موازين» الذي فيه جانب مهم من هذه الموسيقى.. إذن هناك أصالة. لكن، للأسف، في الشرق، في ظل وضعية اللااستقرار نتخوف من أن يطال الفن ما هو أسوأ، الرداءة.. فينبغي المحافظة على التراث، ومن جانبي سأحاول المحافظة عليه لكي لا ينسى. بدر رامي والمغرب؟ أنا ولدت في هذا البلد، وسأعيش فيه، وسأموت، لكن لدي أهلي في سوريا أحب كثيرا أن أزورهم وسأزورهم، إن شاء الله،.. فسوريا هي بلدي الأصلي، ولي الشرف أن بلاد الشام فخر للأمة العربية والإسلامية، لكن أنا متشبث بمغربيتي و«ماعمرني نسمح في مغربيتي وفي خوتي المغاربة، لأنني مغربي الروح». أنت مواطن مغربي - سوري كيف تقيم الوضعية في سوريا؟ للأسف أي إنسان عاقل، بالضرورة، لا يريد ما يقع في سوريا الآن، لذلك نتمنى من الله عز وجل، أن يجعل من هذه الوضعية المأساوية سحابة ستزول بسرعة، بالرغم من أن هناك أضرارا كثيرة وقعت، ومع ذلك سنقف مع الحق. فكما تشاهدون ويشاهد العالم لن نرضى بهذه المأساة، وبالمقابل نتمنى لبلدنا المغرب دوام اللطف والاستقرار..