في أَوَّلِ خرجةٍ إعلاميةٍ له، بعد انتخابه أميناً عاماً لحزب الأصالة والمعاصرة، خلفاً لإلياس العماري، الذي كان قدّم استقالته من حزب "الجرار"، اختار عبد الحكيم بنشماش أن يُبلغ رسائل شديدة اللهجة إلى من وصفهم ب"المتربصين" يَتحيَّون الفرص للدفع بالحزب إلى حافة "الانشقاق"، وقال: "سنصمد أمام كل الضربات، وسنواجه الأعداء بمزيد من العمل؛ لأننا نمثل ثاني أكبر قوة سياسية بالمغرب". وقال بنشماش، الذي اُنتخب أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، صباح اليوم الأحد، في أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، "أنا سعيد ومعتز جداً بهذا التشريف، لأن الأحلام التي حَمَلناها منذ انطلاق الشرارة الأولى لحركة لكل الديمقراطيين والتي من رَحِمِهَا وُلد حزب الأصالة والمعاصرة باتت تتحقق اليوم"، وأضاف: "كنا نحلم ونطمح إلى أن نبني أداة حزبية عصرية ديمقراطية، الآن وبعد مرور 10 سنوات نحن أمام عرس ديمقراطي كان فيه التنافس نظيفاً وشفافاً ومفتوحا بين عدة مترشحين". وأوضح رئيس مجلس المستشارين، الذي حلَّ في المركز الأول في سباق الأمانة العامة: "دشَّنا اليوم تحولاً حاسماً في مسيرة هذا الحزب الفتي، وأنا أفتخر بالثقة التي مُنيت بها من طرف أعضاء الحزب، وأُحسُّ بأن عنقي مُطوَّق بمسؤولية كبيرة"، مشيراً أنه "بالعمل الجماعي وباستثمار الإمكانات الكبيرة الموجودة داخل الحزب سننجح خلال السنتين المقبلتين". وزاد الزعيم الجديد لل"باميين"، في تصريح لجريدة هسبريس: "نحن نمثل ثاني قوة سياسية في المغرب.. ولذلك، سنعمل من أجل أن يستمر في لعب دوره الوطني، وكذا لتقديم إسهامه فيما يتعلق بالقضايا والمشاريع المفصلية من خلال تقديم مساهمتنا للتصدي للتحديات المتربصة ببلادنا؛ وهي تحديات تأتي من بيئة جهوية ودولية شديدة التعقيد"، وفق تعبيره. وفيما يشبه عرض خارطة طريقه بعد وصوله إلى قيادة "الجرار"، أكد بنشماش: "سنشتغل ليل نهار من أجل تقديم مساهمتنا وأجوبتنا على انتظارات المواطنين؛ لأن المجتمع يعيش، اليوم، تحولات متلاحقة ويفرز مطالب وانتظارات لن يكون لحزب من معنى إن لم يجب عن هذه انتظارات"، قبل أن يتابع قوله: "الحزب سيستمر في أداء دوره كحزب معارض داخل مؤسسات الدولة، وسينهج معارضة تسهم في البناء وليس معارضة هدَّامة". ويضيف قائد "الجرار": "لقد قدَّمت أمام أعضاء الحزب برنامجاً متكاملاً و"ماجيتش" من أجل التباهي جئت إلى موقع فيه مسؤولية ثقيلة"، قبل أن يبرز أن "قطاعا عريضا من المغاربة كانوا ينظرون إلى الحزب منذ تأسيسه على أنه يمثل أملا وبديلا سياسيا قادرا على الاستجابة لمطالبهم واحتياجاتهم". وأردف "أمضينا 10 سنوات من التجارب، وتعرضنا إلى الكثير من الظلم، ووجهت إلينا ضربات من تحت الحزام، وتعرضنا للاستهداف والشيطنة ولشتى أنواع النقد القاسي، وبقينا صامدين؛ لأن الحزب جاء ليعبر عن حاجة موضوعية داخل المجتمع". وأورد المتحدث ذاته: "اليوم نستشعر الغايات النبيلة التي وضعها الجيل المؤسس لحركة لكل الديمقراطيين، وقد جئنا اليوم ليس لتعويض أحد أو لمحاربة تيار معين؛ وإنما جئنا من أجل تقديم مساهمتنا كمغاربة، لأننا نحب بلدنا ونحب المغرب، هذا البلد الذي قطع أشواطاً مهمة وخطوات ما زالت أجنداتها مزدحمة بعدد من القضايا". وفي رسالة وجهها إلى خصومه السياسيين قال بنشماش: "يجب القطع مع الخطابات الشعبوية؛ لأنها أضرت كثيرا بنبل العمل السياسي ولي قيدنا انديروها نقولوها المغاربة ولي منقدروش نديره نقولوها المغاربة"، قبل أن يعود ليؤكد أن "هناك مخاطر محدقة بمكتسبات الشعب المغربي؛ جزء منها تقف من ورائها جهات "نكوصية" رجعية.. ولذلك، يجب صرف مجهودنا من أجل حماية المكتسبات وارتياد آفاق أخرى أرحب التي تفتحها الأوراش الاستراتيجية المعطلة". وقال القيادي البارز في حزب "الجرار": "لقد نضجنا بما فيه الكفاية كحزب، وخضنا معارك طاحنة.. الآن ليس لدينا أعداء، عدونا الأول هو الفقر والتهميش والحكرة"، وأضاف: "سنحول معاناة ودموع المغاربة إلى وقود من الأمل، وسنستثمر في الثقة؛ لأنها تمثل رأسمال قويا داخل الحزب، وهي التي مكنته من أن يُخيب أمل أولئك المتربصين الذين كانوا ينتظرون انشقاق الحزب "ونضربوا بعضيتنا بالطباسل"". وقال إلياس العماري، في كلمته التي ألقاها أمام أعضاء المجلس الوطني، إن "قوة السلطة وقوة المال وقوة العدد قوات زائلة، إياكم أن تكونوا عبدة الكراسي أو صنيعة الكراسي"، مشددا على أنه سيناضل في الحزب كما كان في سنة 2007. وأضاف العماري، الذي تشبث باستقالته إلى آخر لحظة، أن "حزب الأصالة والمعاصرة يمثل قوة سياسية كبيرة في البلاد لا يستهان بها"، مرجعاً قرار تشبثه بمغادرة مقود "الجرار" إلى أسباب شخصية فضّل عدم الإفصاح عنها. وكان حكيم بنشماش انتخب أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، صباح اليوم الأحد، في أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة. وحصل بنشماش، الذي سيخلف الأمين العام المستقيل إلياس العماري، على 439 صوتا، متقدما ب400 صوت عن أقرب منافسيه صلوح محمد الذي حصل على 39 صوتا. وضمت لائحة الأسماء المرشحة لمنصب أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة كل من عدي الهيبة (35 صوتا)، وياسر اليعقوبي (12 صوتا)، وعزيزة الطيبي (9 أصوات)، وهشام حضري (3 أصوات).