بينما أبدى وزير الصحة، أنس الدكالي، استعداده لتنفيذ بعض مطالب الأطباء، أعلنت النقابة المستقلة لأطباء قطاع العام مواصلة تنزيل برنامجها النضالي، الذي بدأ منذ الدخول الاجتماعي لهذه السنة، إلى حين تنفيذ مطالبها كاملة، مشددة على عزمها الدخول في إضراب وطني في كافة المؤسسات الصحية الاستشفائية اليوم الأربعاء وغدا الخميس، فاتحة بذلك صفحة جديدة من مسلسل شد الحبل بين الوزارة وأصحاب البذلة البيضاء، الذي تأجج بتنظيم وقفات وطنية وجهوية أمام مقر وزارة الصحة. وسيجد المغاربة أنفسهم خلال يومين من أيام شهر رمضان، أمام مستشفيات فارغة في كل ربوع المملكة، باستثناء المصالح الحيوية لأقسام الانعاش والمستعجلات التي ستبقى مفتوحة في وجه المرضى؛ وذلك بعدما قرّر أطباء القطاع العام خوض إضراب وطني جديد بكل المؤسسات الصحية سيمتد الى يوم الخميس المقبل، ردا على ما اعتبروه "ارتباكا حكوميا متواصلا منذ انطلاق الدخول الاجتماعي في شتنبر الماضي، وفي ظل الاحتقان المتواصل الذي يعيش على وقعه قطاع الصحة". وتطالب نقابة الأطباء ب"المعادلة المادية والمعنوية"، و"تقنين مزاولة الطب بالقطاع الخاص بالنسبة للأطباء التابعين لوزارة الصحة"، على أن "تسري عليهم مضامين القرار المشترك الخاص بالأساتذة الباحثين في الطب رقم 14876 بتاريخ 07/09/2015 لوزير الصحة ووزير التعليم العالي ورئيس الهيأة الوطنية للأطباء". وكان وزير الصحة، في سياق تفاعله مع مطالب الأطباء، قدّم خطة همت 10 محاور تشمل وضعية أطباء القطاع العام، والموافقة على تفعيل الفصل 30 من القانون الإطار 34/09 المتعلق بمنح العلاجات والخريطة الصحية، والتغطية الصحية لأطباء القطاع الحر، والوقت الطبي المعدل داخل المرافق العمومية، والتكوين الطبي المستمر، والتعريفة الوطنية، ومعالجة أعطاب الطب الشرعي. كما تطالب الهيئة النقابية بأحقية التمثيلية بالمجلس المُديري لمُؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية لفائدة مُوظفي وزارة الصحة، و"مراجعة الخدمات المُقدّمة، بما يراعي خصوصية وانتظارات فئة الأطباء"، مع "إعادة الاعتبار لدور الطبيب العام بالمنظومة الصحية، وتخويل الاختصاص له كما هو معمول به في أغلبية الدول ومراجعة طريقة التخصص". وفي هذا السياق، دعا الكاتب العام للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، منتظر العلوي، الحكومة ووزير الصحة إلى تحمل مسؤوليتهما في ما قد تؤول إليه الأوضاع داخل القطاع، خاصة مع توالي الاضرابات والوقفات الاحتجاجية الداعية إلى تحسين وضعية أصحاب البذلة البيضاء، ملفتا إلى أن "الأطباء عازمون على المضي قدما نحو تنزيل كل النقاط المضمنة في البرنامج النضالي الخاص بشهر رمضان حتى تتحقق كل مطالبنا"، على حد تعبيره. وطالب العلوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بالتدخل بشكل فوري لإنقاذ الوضع من التأزم والانفجار، لا سيما داخل القطاع العمومي الذي أصبح يمثل عبئا على المواطن المغربي الذي يلج المستشفيات من أجل البحث عن العلاج، قبل أن يلفت إلى أنه "لا شيء تغير منذ وصول الدكالي على رأس الوزارة". وأورد العلوي أن إضراب الأطباء يأتي "إحياء لذكرى مسيرة الغضب، التي نظمها الأطباء يوم 25 ماي 2011 بالرباط، وتعرضوا خلالها لأعمال عنف وضرب من قبل القوات العمومية، وللتعبير عن احتجاجهم على رفض أنس الدكالي، وزير الصحة، الاستجابة لمطالبهم المشروعة والعادلة"، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث ذاته أن النقابة المستقلة سبق أن طالبت "بتحقيق الكرامة للشغيلة الصحية، مع خلق لجنة للتقصي حول أسباب الاحتقان الاجتماعي"، مؤكدا على "عدم تحميل الموظفين فشل المنظومة الصحية، في ظل قلة الموارد البشرية والمادية التي تؤدي إلى الاصطدامات مع المواطنين".