هل يمكن للمصاب بالسكري الصيام؟ ومتى يمكن مسايرة رغبة المريض بالسكري في الصيام إذا أصر عليه؟ ومتى يتوجب "إجباره" على الإفطار حفاظاً على صحته؟ أسئلة من بين أخرى يطرحها أقرباء مرضى السكري كل شهر رمضان، نظراً لما يمكن أن يتسبب فيه تغير العادات الغذائية المرافقة لهذا الشهر من مضاعفات مرض يعتمد بدوره على الحمية والغذاء المتوازن، إضافة إلى الأنسولين أو الأقراص الخافضة للسكر، حسب نوع الداء. ويتوجس المرضى وعائلاتهم من مدى قدرة المصاب بالسّكري على اجتياز اختبار رمضان دونما عواقب أو أخطار قد تودي أحيانا بحياته، نتيجة انخفاض أو ارتفاع نسبة الگليكوز في الدّم. "يسمح لمريض السّكري بالصيام في حالة وحيدة بعد استشارة الأخصائي، وهي أن يسجل مخزون السكري، أو ما يصطلح عليه بالخزان، ما يقل عن نسبة 7.5%، والتأكد من عدم تأثير الداء على الكلى والجهاز العصبي وشبكية العيون"، يقول ادريس رشد، أخصائي في السكري والتغذية. وشدد الأخصائي، في حديث لهسبريس، على ضرورة زيارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصوم، وتخفيض نسبة الأدوية باستشارة الأخصائي، بعد التأكيد من سلامة الكلى والعينين، أمّا في حالة استخدام الأنسولين، "يمنع منعاً كلياً على هذه الفئة الصوم". ودعا رشد مرضى النوع الثاني من السّكري، المصابين بالقصور الكلوي ومشاكل الجهاز العصبي والشبكية والهبوط في معدل السكري، وفي حالة تناول جرعات متعددة في اليوم، إلى "قطع الصيام". وحول النظام الغذائي خلال هذا الشهر الكريم، ينصح الأخصائي بتغيير جدول الأكل وكمية الطعام بما يتكيف مع الأدوية التي يتناولها مريض السّكري، وإتباع نظام غذائي ينبني على الخضروات وفاكهة واحدة في الوجبة، والتقليل من تناول المعجنات، بما فيها "مقرونة والرغيف"، داعياً عامّة المواطنين، ومرضى السّكري خاصة، إلى تناول وجبتين فقط في رمضان، هما الفطور والسّحور، مع تناول الأدوية في الساعات الأخيرة قبل الإمساك. من جهة ثانية، انتقد رشد "موضة" ممارسة الرياضة في الساعات الأخيرة قبل الإفطار، مؤكداً أنّها تتسبب في جلطات دماغية وأزمات قلبية، وقال: "هذا خطأ كلي وإرهاق كبير، الرياضة وجب ممارستها صباحاً وبعد الفطور، حين يكون الجسم قادراً على الحركة"، معتبراً أن "صلاة التراويح يمكن أن تعتبر جزءاً من النشاط الجسدي الذي يقوم به مريض السكري".