خلصت نتائج المسح الوطني السادس حول السكان وصحة الأسرة، التي قدمتها وزارة الصحة بالرباط، إلى أن المغرب شهد انخفاضا في نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة، بنسبة 27% بالمقارنة مع سنة 2011، أي بمعدل 22.16 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية. وأظهرت نتائج وزارة الصحة انخفاضا مهما في نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة؛ إذ انتقلت من 30.5 حالة وفاة لكل ألف مولود حي سنة 2011 إلى 22.16 حالياً، أي بنسبة تقدر ب 27%، كما انخفضت كذلك نسبة وفيات الأطفال أقل من سنة، من 28.8 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي إلى 18.0 حاليا، أي بنسبة انخفاض تقدر ب38%. أما بالنسبة لوفيات الأطفال حديثي الولادة، فقد عرفت انخفاضا يقدر ب38% بالمقارنة مع سنة 2011، مسجلة بذلك 13.56 وفاة لكل 1000 ولادة حية. كما بينت نتائج المسح انخفاضا كبيرا في نسبة وفيات الأمهات؛ إذ سُجلت 72.6 حالة وفاة للأمهات لكل 100 ألف، مقابل 112 وفاة خلال المسح الوطني المنجز سنة 2010، أي بنسبة انخفاض تقدر ب35%. وفي تصريح لهسبريس، قال وزير الصحة، أنس الدكالي، إن "نتائج الدراسة مشجعة في ما يخص انخفاض نسبة وفيات الأمهات عند الولادة، وكذلك الأطفال حديثي الولادة"، مضيفا أن "هذه النسب في ظرف سبع سنوات انخفضت في بعض الحالات إلى أكثر من 44%". ولم يخف الوزير وجود نتائج أخرى مخيبة، نظرا لارتفاع عدد المصابين بالأمراض المزمنة، وارتفاع الضغط الدموي، وداء السكري، لدى الأشخاص أكثر من 60 سنة. أما بالنسبة للتحول الديمغرافي، فصرح الدكالي بأنه "بالنسبة للأشخاص أكثر من 60 سنة، 64 % يعانون على الأقل من مرض مزمن واحد، 20% منهم حاملون لداء السكري، و34% يعانون من مشاكل الضغط الدموي". وشدد الوزير على أن وزارة الصحة في مخططها في أفق 2025، ستأخذ بعين الاعتبار صحة الأشخاص المسنين، وسيكون لها محور خاص سيترجم في المراكز الصحية والمستشفيات وبرامج التوعية. وأضاف الدكالي أنه "بفضل هذا التخفيض، تم تحقيق أهداف ألفية من أجل التنمية، رغم البعد عن أهداف التنمية المستدامة التي التزم بها المغرب في أفق 2030"، وأكد أن الوزارة ستستمر في البرنامج الوطني لصحة الأم والطفل لتخفيض نسبة الوفيات لدى الأطفال والأمهات، خاصة في الأوساط القروية. واعتبرت مريم بكدلي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في المغرب، أن نتائج المسح مهمة جدا، وهنأت المغرب على تخفيضه نسبة الوفيات في صفوف الأطفال دون سن الخامسة، مؤكدة أن هذه النتائج تمكّن من تحديد المراحل المقبلة للعمل نحو التحسن. المسح البياني الذي تم تقديمه بمديرية السكان استهدف مرحلتين؛ أولاهما تم خلالها جمع البيانات حول وفيات الأمهات من خلال عينة تمثيلية حجمها 121.725 أسرة موزعة على جميع جهات المملكة (12 جهة)، بما في ذلك الوسطين الحضري والقروي. فيما ركزت المرحلة الثانية من هذا المسح على جمع البيانات، باستخدام استبيانات خاصة، من عينة تمثيلية شملت 15300 أسرة موزعة على جميع التراب الوطني. وأكد المسح المُنجز على أن هذا الانخفاض المهم في مستوى وفيات الأمهات، على وجه الخصوص، بتحسن نسبة تتبع الحمل وارتفاع نسبة الولادات تحت إشراف كوادر طبية مؤهلة، بالإضافة إلى تحسن جودة الخدمات؛ إذ ارتفعت نسبة النساء اللواتي استفدن من الرعاية أثناء الحمل ب11 نقطة، بين 2011 و2018، لتصل إلى 88.4%، في حين انتقلت نسبة الولادات تحت إشراف طاقم مؤهل من 74% سنة 2011 إلى 86.6% في 2018، أي بنسبة تحسن تقدر ب13%. جدير بالذكر أن هذه الدراسة التي قدمتها وزارة الصحة أنجزت بتنسيق مع المندوبية السامية للتخطيط، وبدعم من صندوق الأممالمتحدة للسكان واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الوطنية للتأمين الصحي وجامعة الدول العربية، وتم من خلالها تقييم مستوى وفيات الأمهات ووفيات الأطفال دون الخامسة على الصعيد الوطني.