أعلن رئيس الحكومة الفدرالية الكندية، جاستان ترودو، في كلمة ألقاها مساء أمس، خلال حفل تمويل برنامج تربوي للجالية اليهودية في تورنتو، كبرى مدن كند، أنه سيقدّم اعتذاراً رسمياً من داخل البرلمان لرفض كندا عام 1939 استقبال سفينة تقل مئات اللاجئين اليهود الفارين من ألمانيا النازية، واصفا قرار كندا آنذاك ب"الفصل المخجل" من التاريخ الجمعي الكندي؛ فيما قوبل كلامه باستحسان الحضور. وبالعودة إلى التاريخ، أبحرت سفينة "سانت لويس" من مرفأ هامبورغ في ألمانيا في 13 مايو 1939، قبل ثلاثة أشهر ونصف من اندلاع الحرب العالمية الثانية، وعلى متنها نحوٌ من 1000 راكب، من بينهم 907 ألمانيين من اليهود، كانوا يريدون مغادرة بلدهم هرباً من اضطهاد السلطات النازية لأبناء دينهم. المحطة الأولى للسفينة كانت كوبا، التي رفضت سلطاتها منح الركاب اللجوء، وتوجهت إثر ذلك إلى الولاياتالمتحدة فقوبلت برفض مماثل، ثم إلى كندا، حيث رفضت السلطات أيضاً منح الركاب اللجوء بسبب "سياسة الهجرة التمييزية" التي كانت معتمَدة آنذاك، كما قال ترودو أمس. بعد قرارات الرفض هذه عادت السفينة أدراجها إلى أوروبا، وكان في ما بعد مصير 254 من ركابها الموت في المحرقة اليهودية "الهولوكوست"، التي ارتكبها النازيون؛ فيما قال ترودو: "الاعتذار لن يعيد الذين سُرقت حياتهم، ولن يصلح حياة حطمتها هذه المأساة، لكن علينا مسؤولية مشتركة بأن نقر بهذا الواقع الصعب، وأن نستخلص منه العبر، وأن نواصل الوقوف في وجه اللاسامية كل يوم".