شُلَتْ حركية الممرضين داخل مختلف المراكز الاستشفائية بالمغرب، بعد أن استجاب ملائكة الرحمة لنداء الإضراب الذي أعلنته "حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب"، للمطالبة ب"إحداث هيئة وطنية للممرضين"، ومحتجين على "الفراغ القانوني الحاصل في القطاع، والذي يتسبب في جَرِّ الممرضين إلى ردهات المحاكم في متابعات قضائية جائرة". وبلغت نسبة نجاح الإضراب، وفق المعطيات التي توصلت بها هسبريس من مصادر مطلعة، 90 في المائة على المستوى الوطني، بعد أن سُجِلَتْ 85 في المائة كنسبة إضراب بالمستشفى الجامعي ابن سينا، حيث جرى الإغلاق التام للمركبات الجراحية وغرف العمليات والمختبرات والتحاليل؛ فيما رُصِدَتْ نسبة 87 في المائة في المستشفى الجامعي بفاس، مع تأجيل كل العمليات والفحوصات والمواعيد الطبية. وأضافت المصادر أن نسبة الإضراب في مستشفى مراكش بلغت 83 في المائة، كما توقف العمل بأغلب المصالح الصحية والمستوصفات بالعالم القروي، بنسبة وصلت حتى 94 في المائة. وفي السياق ذاته، أكد يونس جوهري، عضو المجلس الوطني لحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، أن "الإضراب الوطني جاء كرد على عدم تجاوب الوزارة مع الملف المطلبي للممرضين"، مشيرا إلى "الاستعداد الكامل لخوض مسيرة تجوب شوارع الرباط، غدا السبت، تزامنا مع اليوم العالمي للممرض، لإبراز حجم المشاكل التي تعاني منها هذه الفئة، ولمطالبة الوزارة بإيجاد حل لهاّ. وأضاف جوهري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المواطن عليه أن يتفهم إضراب الممرضين الذين يدافعون عن تحسين ظروف الاشتغال الكارثية، من أجل تقديم خدمات في المستوى للمرضى وذويهم"، مسجلا أن "الإضراب لم يشمل أقسام المستعجلات والإنعاش، لأنه لا يمكن المجازفة بالحالات الخطيرة". وطالب المتحدث الحكومة ب"تحمل مسؤوليتها إزاء مطالب الممرضين، بتوفير إطار يحمي المهنة من الدخلاء الذين يتسللون للقيام بمهام الممرض دون سند قانوني، فضلا عن الرفع من قيمة التعويض على الأخطار المهنية؛ لأن الممرض هو الأكثر تعرضا لها بحكم ارتباطه المباشر بالمريض". وعن الخطوات التصعيدية المحتملة، قال جوهري إن "الباب مفتوح أمام كل الخطوات التصعيدية المسؤولة"، منذرا ب"تواصل الإضرابات والمسيرات، وإمكانية مباشرة الاعتصامات والإضراب المفتوح، حتى يُفْتَحَ حوار جاد مع وزارة الصحة، وتعديل المرسوم الذي يعنى بهيئة التمريض لينصف جميع مكوناتها". وختم جوهري تصريحه بكون "الخصاص الكبير الذي تشهده المملكة من ناحية غياب الممرضين يعود إلى عدم توظيف جحافل من خريجي معاهد التمريض كل سنة، إذ يصل عدد الخريجين المعطلين إلى حوالي 9000 ممرض، دون أن يجدوا طريقا إلى الوظيفة".