عبر عبد الله إقواسن، رئيس جمعية أولياء وآباء التلاميذ بالثانوية التأهيلية جعفر الفاسي الفهري بالدار البيضاء، عن سعادته بالمبادرات التي قامت بها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإقليم مولاي رشيد، والتي أسفرت عن تنظيم ثلاثة منتديات للمهن والتوجيه بثانويات من بينها الثانوية المذكورة. وأضاف إقواسن أن الجمعية اعتادت تنظيم ملتقى توجيهي كل سنة لفائدة التلاميذ، إلا أن التنسيق جعله يتحول من منتدى توجيهي إلى منتدى للمهن والتوجيه، حتى يستفيد من هذا النشاط كل التلاميذ، بمن فيهم أولئك الذين لا يستطيعون إتمام دراستهم ويجدون أنفسهم أمام ضرورة التسجيل في التكوين المهني بدون باكالوريا. وقال رئيس الجمعية: "خضع أبناؤنا في البداية لرائز تم توزيعه عليهم من قبل ليختار كل واحد المهن والحرف التي يميل إليها، وبعد جمع الرائز تم جرد هذه الاختيارات وتصنيفها، وبناء على ذلك التصنيف تم استدعاء مهنيين ناجحين من مختلف المجالات، إضافة إلى طلبة بالمدارس العليا العمومية، وتوزع هؤلاء على قاعات الثانوية حسب المجالات ليشرحوا في ورشات صباحية تفاصيل المهنة ومتطلباتها. وحضر من بين المهنيين والطلبة تلاميذ سابقون بالثانوية". ويضيف إقواسن أن "الجميل والجديد في الأمر أن جمعية الأولياء والآباء بالتعاون مع المديرية الإقليمية جهزت قاعة للتوجيه والمهن ستكون مفتوحة طيلة السنة في وجه التلاميذ، وستكون مزودة بجميع وسائل التوجيه والإيضاح، حتى يستطيع التلاميذ التفكير في مستقبلهم طيلة السنة، ومنذ الجذع المشترك وليس فقط خلال الشهور الأخيرة من سنة الباكالوريا"، وزاد: "ستبدأ هذه القاعة في الاشتغال ابتداء من الموسم الدراسي المقبل". من جانبها قالت المديرة الإقليمية لإقليم مولاي رشيد، خديجة قبابي، إن "هذه المبادرة نظمت في ثلاث ثانويات بمناطق مختلفة من الإقليم حتى يستطيع التلاميذ من المدارس المجاورة القدوم والاستفادة من الخدمات المقدمة داخل هذه المنتديات، سواء كانوا مسجلين بمدارس عمومية أو خصوصية". وأضافت قبابي أن هذه المنتديات تجاوزت الصيغة التقليدية التي يتلقى فيها الطالب فقط شروط الولوج وآفاق ما بعد الباكالوريا، وتم تنظيمها بصيغة منتديات للمهن والحرف، مع عرض تجارب شخصية لمهنيين ناجحين. وركزت المتحدثة على أن بناء التلميذ لمشروعه الشخصي لفترة ما بعد الباكالوريا كان الرهان الرئيسي أمام القائمين على هذه المنتديات، ومن أجل كسبه تم تطوير العمل بالمركز الإقليمي للإعلام والتوجيه المفتوح طيلة السنة، والذي كان في السابق يعمل بطريقة كلاسيكية، بحيث يوفر الموجهون فقط معلومات عامة عن الدراسة بعد الباكالوريا، وتم الانتقال إلى تجربة جديدة يساهمون خلالها في بناء المشروع الشخصي للتلاميذ، بدءا بتوزيع رائز ليتعرف هؤلاء على رغباتهم وميولاتهم، ومن ثم تتبع خطوات إنجاز المشروع الشخصي الذي يفضي في النهاية إلى اختيار المهن التي تلائمهم. وأضافت المسؤولة التربوية أنه تم تطبيق الأسلوب ذاته خلال هذه المنتديات، مع إضافة عرض تجارب لمهنيين، طرح عليهم التلاميذ أسئلة مفتوحة من خلالها استطاعوا أن يلمسوا عن قرب سبب اختيار هؤلاء المهنيين المجال الذي يعملون به حاليا وليس مجالا آخر؛ إضافة إلى عرض تجارب الطلبة بمختلف المدارس العمومية، مشيرة إلى أن عددا من الطلبة المشاركين دأبوا على الحضور في منتديات التوجيه التي تنظم بثانوية جعفر الفاسي الفهري في كل سنة، ولمسوا هذا التغيير والتجديد في التنظيم. من جهتها قالت رئيسة مصلحة تأطير المؤسسات التعليمية والتوجيه بالمديرية ذاتها، هدى بوعمري حجيب، إن "المشروع الشخصي للتلميذ جاء انطلاقا من وعي المسؤولين في المديرية بضرورة مواكبة التلميذ حتى يصل إلى النضج المهني، والهدف هو أن يكتب هذا الأخير اختياراته وأهدافه مع إمكانية تحقيقها"، وزادت: "يتحكم في هذه الاختيارات رائز يوزع من قبل على التلاميذ، يكتشفون من خلاله طبيعة شخصياتهم؛ فذوو الشخصية الاجتماعية على سبيل المثال يبحثون عن مهن تجعلهم في تواصل دائم مع الناس، ما يجعل المهن المختارة تتلاءم والطبيعة المختلف لكل فرد". ومن أجل تحفيز التلاميذ، تقول هدى بوعمري: "أطلقنا مسابقة المشروع الشخصي للتلميذ، إذ يعمل مستشارون في التوجيه مع التلاميذ الراغبين في المشاركة ليساعدوهم على إنجاز هذا المشروع، وحتى يكون واقعيا قابلا للتنفيذ. ويستفيد من هذه المبادرة حوالي 3500 تلميذ موزعين على مدارس مختلفة". وأشارت رئيسة المصلحة المذكورة إلى أن "الأهم في هذه المبادرة تطبيقها داخل إقليم يعاني من وضع اقتصادي واجتماعي هش؛ إذ يحاول المسؤولون التربويون الدفع بالتلاميذ إلى تحدي هذه الظروف بدل جعلها مثبطات، ومنه جاءت فكرة عرض تجارب المهنيين الناجحين، والذين أغلبهم من أبناء المنطقة، حتى يتأكد التلاميذ أن هناك من نجح في تحدي مثل هذه الظروف"، لافتة إلى أن "المنتدى الذي نظم بثانوية جعفر الفاسي على سبيل المثال عرف حضور أزيد من 70 مهنيا، وكذلك طلبة من 35 مؤسسة عليا عمومية". *صحافية متدربة