دخل توفيق بوعشرين، مدير نشر جريدة "أخبار اليوم"، المتابع على خلفية تهم أبرزها الاتجار بالبشر، في نقاش حاد مع النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء. فقد صرح بوعشرين، خلال الجلسة السرية لمحاكمته بالقاعة رقم 7، زوال الخميس، بكون النيابة العامة هي من اعتقلته، بدعوى عدم وجود حالة التلبس. وبحسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن بوعشرين خاطب الوكيل العام بالقول: "اعتاقلتيني ودرتي ليا حالة التلبس وهي ما ماكيناش"؛ الأمر الذي رد عليه ممثل الحق العام، جمال الزنوري، قائلا: "أنت معتقل بسلطة القانون والنيابة العامة لها خصومات مع التهم وليس مع الشخص". واضطرت الهيئة، برئاسة المستشار بوشعيب فارح، إلى رفع الجلسة بسبب مشادات بين أعضاء الدفاع من الطرفين، وتنابزهم بالألقاب وسخريتهم من بعضهم البعض. وخاطب القاضي فارح دفاع المتهم بوعشرين وكذا دفاع الطرف المدني بالقول: "واش غادي نبقى نحرر في المحاضر هنا، لا يمكنني أن أستمر في تحريرها". وتابع القاضي، بحسب مصادر هسبريس، مخاطبا المحامين: "الرجاء ساعدونا، فالمحكمة غير مسؤولة عن ذنب لم ترتكبه". وتوترت الأمور بين المحامين حين شرع المحامي السناوي، عضو هيئة الدفاع عن بوعشرين، في توجيه بعض الأسئلة إلى موكله تتعلق بالشركة التي يديرها، ليتدخل دفاع الطرف المدني، في شخص جواد بنجلون التويمي، واصفا تلك الأسئلة بغير المنتجة وبأنها تضييع لوقت المحكمة. السناوي رد على بنجلون قائلا بتهكم: "على سلامتكم"، وأتبع عبارته بالتصفيق، وهو ما لم يرق لمحامي الطرف المدني الذي انتفض قائلا: "غادي نجيب فم ونبقى نهضر"، ليدخلا على إثرها في ملاسنة حادة. واتهم ناشر "أخبار اليوم" الشرطة القضائية بفبركة الملف؛ إذ صرح أمام القاضي بأن هذه الأخيرة "صنعت جرائم الحق العام للصحافيين ولجأت إلى ذلك من أجل إدخالهم السجن". ونفى بوعشرين أن يكون قد استغل الفيديوهات الجنسية لابتزاز الضحايا، موردا، بحسب مصادرنا، "لو كنت سأهدد الضحايا لقمت بذلك طالما أنني أتوفر على الفيديوهات منذ ثلاث سنوات"، وشدد على أنهم "يحصلون على أجورهم، ويتوفرون على الوثائق القانونية، فكيف لي أن أستغلهم؟". وقال دفاع الطرف المدني، في تصريحات بعد انتهاء الجلسة، إن دفاع المتهم "تهجم علينا بكلام مخالف لقواعد المهنة، والمحكمة رفعت الجلسة بالنظر إلى كون كل الأسئلة التي يطرحها الوكيل العام لا يقبلها دفاعه (بوعشرين)"، مضيفا: "كانت هناك أخطاء لدفاع المتهم واستفزازات عديدة في خطابهم، وهذا نعتبره إهانة من طرفهم".