قررت غرفة جنايات محكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء، اليوم الخميس، تأجيل جلسة محاكمة توفيق بوعشرين، المتابع بتهم ثقيلة ضمنها الاغتصاب والاتجار بالبشر والتحرش الجنسي، إلى الأربعاء المقبل على الساعة الثالثة زوالا لتستأنف بعد ذلك على الساعة العاشرة من صباح الخميس 12 ابريل الجاري. وعرفت جلسة اليوم عدة مناوشات كان بطلها كما العادة، المحامي محمد زيان، عضو هيئة دفاع بوعشرين، كما عرفت تفوه المحامي عبد الصمد الإدريسي، بعبارات مشينة في حق ممثل النيابة العامة. ما نطق به المحامي عبد الصمد الإدريسي، دفاع المتهم توفيق بوعشرين، من عبارات لامسؤولة في حق ممثل النيابة العامة القاضي "جمال الزنوري"، خلال الجلسة الرابعة من محاكمة ناشر يومية أخبار اليوم، يعد سابقة من نوعها وتعبير آخر لما وصلت غليه مهنة المحاماة بسبب امثال الادريسي الذين لا يفرقون بين انتماءاتهم السياسية وعقائدهم الايديولوجية ومبادئ مهنة شريفة تستوجب من صاحبها ان يتحلى بأخلاق عالية وسلوك سوي وتفادي السقوط في الممارسات الصبيانية والشعبوية المقيتة.. الادريسي وكعادة مريدي العدالة والتنمية، خاطب ممثل النيابة العامة القاضي بكل وقاحة بالقول ""سمح ليا السيد الوكيل العام خاصك ترجع شوية تقرا"، في محاولة للنيل من شرف السيد "جمال الزنوري"، كما لو كان محامي بوعشرين فقيها وعالما بالقانون أكثر من القضاة، والحال أنه لا يعرف سوى المزايدات والخطابات الشعبوية التي تجد مكانا لها وسط الغوغاء من اتباع زاوية بنكيران وليس داخل قاعات المحاكم.. وعبر رئيس الهيأة المستشار بوشعيب فارح رفضه مخاطبة النيابة العامة بهذا الوصف، معتبرا أنه يشكل إهانة للمحكمة، ومشيرا إلى المحامي بقوله "ما تخاطبهاش مباشرة"، في إشارة إلى النيابة العامة، لأنها مؤسسة دستورية، ليعود الإيدريسي من جديد للقول بأنها "ماشي دستورية"، وهو ما يشكل سابقة أخرى خطيرة في تاريخ المحاماة ببلادنا. رئيس الهيأة أكد بصيغة الأمر أن "المحكمة لها هيبتها، ولن تسمح تحت أي طائل من تجريدها بهيبتها"، مطالبا المحامي الإدريسي بسحب هذه الكلمة، وهو ما رضخ له المحامي ذاته. لكن ممثل النيابة العامة التمس من رئيس الهيأة تسجيل جميع ما يجري في هذه الجلسة، حتى يعلم الجميع بما يجري في الجلسة، ويمكن العودة إليه عند الحاجة، و"يعلم من ينبغي أن يقرأ ومن في حاجة إلى تكوين وتكوين مستمر"، في إشارة واضحة إلى الادريسي. وأضاف الزنوري أن النيابة العامة "ترافع في القانون"، ليخاطب محاميي المتهم قائلا "رافعوا في القانون"، مذكرا أن النيابة العامة "ليست في خصومة مع أحد". وحين اعتبر رئيس الهيأة أن النيابة العامة جزء من الهيأة وينبغي احترامها، عاد محامي العدالة والتنمية للقول إنها ليست جزءا من الهيأة، وهو ما وصفه بعض المحامين في تصريحات صحفية ب"الجهل"، حيث اختار الإدريسي التي دفعه الغرور المعروف لدى أمثاله، ليقول "أنا معروف في البلاد"، وهو ما جعل المحامي زهراش عبد الفتاح، محامي بهيئة الدفاع عن ضحايا بوعشرين، يرد عليه مستهزئا "نتا تشي غيفارا".