تُتابع إسرائيل عن كثب تداعيات قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران، بحكم الصراع المعلن بين تل أبيب وطهران في المنطقة؛ فقد كشف دوري غولد، السفير السابق لتل أبيب لدى الأممالمتحدة، عن خبايا طموحات إيران التوسعية في منطقة شمال إفريقيا لتشمل منطقة الصحراء المغربية. وقال دوري غولد، الذي عمل مستشارا للسلام مع عدد من رؤساء الوزراء الإسرائيليين، إن "طموحات طهران الإقليمية في الشرق الأوسط وسوريا ولبنان إلى اليمن معروفة جيداً؛ لكن الجديد هو أن هذا البلد يسعى إلى التدخل في الصحراء الغربية من خلال دعمه لقوات البوليساريو". وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن هذا التوتر الجديد ليس بصراع غامض؛ "بل إن هدف إيران هو زعزعة استقرار المنطقة، وهي تعمل الآن مع الجزائر، الجارة الشرقية للمغرب، بتقديم الدعم لجبهة البوليساريو لفصل الصحراء عن المملكة المغربية، مما قد يخلق حركة انتقامية تهدد السلامة الإقليمية للمملكة المغربية". وفي مقال تحليلي باللغة الإنجليزية على موقع "مركز القدس للشؤون العامة"، الذي يتولى دوري غولد رئاسته منذ عام 2000، أكد الكاتب الرواية المغربية "بشأن استخدام إيران سفارتها بالجزائر لتنفيذ مخططاتها عبر تقديم الدعم والأسلحة والمساعدات المالية من خلال الحليف التقليدي حزب الله اللبناني، الذراع الإستراتيجي بالنسبة إلى طهران في الشرق الأوسط؛ لأن أعضاء التنظيم الشيعي يتحدثون العربية، في مقابل اللغة الفارسية المستخدمة في إيران". ولفت المصدر إلى أن الأسلحة التي سلمها حزب الله لتأهيل قيادات من جبهة البوليساريو، من ضمنها التدريب على استخدام صواريخ أرض-جو (SAM-9 ) والصواريخ المضادة للطائرات (STRELLA)، تعتبر من أسلحة الجيل الأقدم التي انتشرت سابقا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كاشفاً أن هذه الصواريخ يمكن أن تسقط أيضاً الطائرات التجارية. وأكد الخبير الإسرائيلي، الذي تدرج في مواقع حكومية مختلفة، أن الشخصيات الرئيسية المتورطة في العلاقة بين إيران والبوليساريو هو أمير الموسوي، الملحق الثقافي الإيرانيبالجزائر. وتابع موضحاً: "ليس من الغريب أن تقطع الرباط علاقتها مع طهران عند معرفتها بحيثيات هذه التحركات؛ حزب الله وفر التدريب العسكري للبوليساريو منذ عام 2016، وزار وفد منه منطقة تندوف غرب الجزائر، كما كشف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن إرسال أول شحنة من الأسلحة الإيرانية إلى الجبهة كان في أبريل 2018". وأشار المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية ومستشار بنيامين نتنياهو المقرب منه إلى أن المساعدات المدنية الإيرانية في إفريقيا مستمرة منذ سنوات طويلة، كاشفا عن استيلاء طهران سنة 2009 على مستشفى إسرائيلي في موريتانياجنوب المغرب. ويرى المسؤول ذاته أن عواقب التغلغل الأجنبي في منطقة الصحراء ستكون وخيمة جداً، "إذا علمنا أن التورط الإيراني في العراق وسوريا أدى إلى ظهور موجة جديدة من اللاجئين العرب من المذهب السني في شرق البحر الأبيض المتوسط الذين تدفقوا على أوروبا". وخلص الكاتب إلى أن التدخل الإيراني من المحتمل أن يخلق صراعات جديدة حول الصحراء، ومركزا إضافيا لعدم الاستقرار يؤدي إلى موجة أخرى من اللاجئين نحو البلدان الأوروبية بالنظر إلى القرب الجغرافي للمغرب نحو أوروبا.