استشهد قيادي بارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وزوجته في استهداف إسرائيلي شرق مدينة غزة، في ما ردت المقاومة بقصف مستوطنات غلاف غزة وجنوب تل أبيب بعشرات الصواريخ. وقال مصدر طبي في مستشفى الشفاء، استشهاد بهاء أبو العطا، وزوجته أسماء أبو العطا، وإصابة أربعة من أبنائهم. وأعلنت وزارة الصحة بغزة، في بيان، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي حتى اللحظة، شهيدان، وسبع إصابات. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في بيان له، إنه «في عملية مشتركة للجيش وجهاز الأمن العام، تم في الساعة الأخيرة استهداف مبنى موجود في داخله أبرز قيادي في الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بهاء أبو العطا». وذكر الجيش الإسرائيلي في بيانه أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أذن بعملية استهداف أبو العطا، متهما إياه بتنفيذ سلسلة من الهجمات في الآونة الأخيرة بالصواريخ والطائرات المسيرة والقناصة. ونعت سرايا القدس أبو العطا (42 عاما) وزوجته، اللذين استشهدا بمنزلهما في «عملية اغتيال جبانة» بمنطقة الشجاعية شرق مدينة غزة. وأعلنت السرايا، في بيان لها، «حالة الاستنفار القصوى، ورفع حالة الجهوزية والنفير العام في صفوف مقاتلينا ووحداتنا». وأكدت أن الرد على هذه الجريمة لن يكون له حدود، وسيكون بحجم الجريمة التي ارتكبها العدو المجرم، وليتحمل الاحتلال نتائج هذا العدوان «. وقال الناطق باسم الجهاد الإسلامي داوود شهاب لقناة «الجزيرة»، إنه «من المبكر الحديث عن أي اتصالات أو وساطات فدم الشهداء لم يجف ولا يمكن التعاطي بأي منحى بهذا السياق والفصائل لن تسمح لنتنياهو أن يوظف الجريمة لخدمة أغراض سياسية إسرائيلية». وفي بيان آخر، قالت وزارة الداخلية في غزة إنها «تتابع تداعيات استهداف الاحتلال الإسرائيلي لأحد قادة المقاومة في حي الشجاعية فجر اليوم، وقد اتخذت الأجهزة الأمنية والشرطة التدابير اللازمة». وبعد حادثة الاغتيال، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن «الجيش الإسرائيلي أغلق معابر قطاع غزة، ويقلص مساحة الصيد». رد المقاومة وردا على جريمة اغتيال أبو العطا، أطلقت المقاومة الفلسطينية فجر اليوم، عدة رشقات صاروخية صوب المستوطنات والمناطق الفلسطينية المحتلة، وحاولت منظومة القبة الحديدية التابعة لجيش الاحتلال التصدي لها. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن منذ ساعات الصباح أطلق ما يقارب 50 صاروخا من قطاع غزة نحو المستوطنات والبلدات في الأراضي المحتلة. وذكرت القناة «13» العبرية، أن صواريخ المقاومة أصابت منزلين في مدينة سديروت، دون إصابات. فيما ذكر موقع «وللا» العبري، أن ثلاثة إسرائليين أصيبوا بجراح طفيفة جراء صواريخ المقاومة. وأكدت سرايا القدس أنها بدأت «بالرد، وقصفت برشقة صاروخية «تل أبيب»، وسديروت، وأسدود، والخضيرة والقدسالمحتلة». الاحتلال يعلن الطوارئ أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم التجاري، وحاجز إيرز مع قطاع غزة، فيما أعلنت حالة الطوارئ في المستوطنات الإسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي تعطيل المدارس ووقف حركة القطارات وإغلاق الطرق الرئيسية المحاذية للقطاع، كما أعلن عن رفع حالة التأهب وفتح الملاجئ في المستوطنات تحسبا للرد على اغتيال أبو العطا. فيما أعلنت ما تسمى الجبهة الداخلية للاحتلال، حالة الطوارئ وبقاء المستوطنين قرب الملاجئ حتى عمق 80 كم من قطاع غزة. وألغت الجامعة العبرية العملية التعليمية في «رحوفوت» والتي تقع إلى الجنوب من «تل أبيب». وذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (مكان) صباح اليوم أن «الجيش عزز قواته وأنه على جهوزية لعدة سيناريوهات هجومية ودفاعية»، فيما يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابنيت) اجتماعا له في تمام الساعة 9 صباحا لمناقشة التطورات. ولفتت الهيئة إلى أنه تم إغلاق عدة طرق بمستوطنات الغلاف أمام حركة السير وعدة أماكن أمام الزوار، كما أنه تم إيقاف حركة القطارات بين مدينة عسقلان ومستوطنة «سديروت». تحذير من حرب إقليمية نقلت صحيفة إسرائيلية، تحذيرات عن شخصيات غربية بارزة، من الخطر المتزايد لوقوع حرب إقليمية، نتيجة عدم قدرة «إسرائيل» على الصمت حيال الأعمال الإيرانية لتطوير دقة الصواريخ لدى حزب الله في لبنان. وحذر «مصدر غربي كبير»، من «الأعمال الإيرانية في مجال النووي وفي أرجاء الشرق الأوسط، ولا سيما في الدول المجاورة لإسرائيل»، مؤكدا أن هذه الأعمال «تزيد جدا خطر الحرب»، بحسب ما أوردته صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية اليوم، في خبرها الرئيس الذي كتبه إلداد باك. ورأى المصدر الغربي، أن «الوضع في الشرق الأوسط اليوم يشبه في جوهره الوضع الذي ساد عشية حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973)»، مؤكدا أن «إيران تعمل الآن على تحسين قدرة الصواريخ على الإصابة الدقيقة، التي لدى حزب الله في لبنان والجهاد الإسلامي في قطاع غزة». وقدر أنه «في ضوء الاحتجاج الشعبي المتزايد في لبنان، فإن زعيم حزب الله نصرالله، سيرتكب خطأ مثل ذاك الذي أدى لحرب لبنان، في إصراره على مواصلة تطوير إنتاج صواريخ دقيقة في لبنان، وهذا خط أحمر من ناحية إسرائيل». وذكر أن «نصرالله قلق جدا من انضمام الشبان الشيعة لموجة المظاهرات ضد الحكومة والمنظومة السياسية في لبنان»، زاعما أن «محافل في الطائفة الشيعية، ينظرون لحزب الله اليوم كجسم فاسد». أما دنيس روس، المستشار الأمريكي السابق، لكل من الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط وإيران، فحذر من أن «سياسة الانسحاب وعدم الرد التي تنتهجها الإدارة الأمريكية على الاستفزازات الإيرانية، تخلق ظروفا من شأنها أن تؤدي إلى اشتعال عسكري في المنطقة». وقدر روس، الذي تحدث في مؤتمر السياسة السنوي لمنظمة «آلنت»؛ التي تعمل على تعزيز العلاقات بين «تل أبيب» وأوروبا، أن «طهران تمارس الآن ضغطا شديدا على حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، دول شبه الجزيرة العربية وإسرائيل، من أجل أن تضع في الاختبار حدود الرد الأمريكي». ولفت إلى أن «إيران تريد أن تزود حزب الله بآلاف الصواريخ الهجومية الدقيقة، وإسرائيل لا يمكنها أن تعيش مع وضع يكون على حدودها من 20 وحتى 30 ألف صاروخ دقيق، وهي سترد على مهاجمتها بآلاف الصواريخ في اليوم بالهجوم على إيران، وهذا سيجر مواجهة إقليمية». وأكد المستشار الأمريكي، أن «الضغط الاقتصادي الهائل على إيران من جهة إدارة الرئيس دونالد ترامب، لن يكفي لإقناع النظام الإيراني بالموافقة على حلول وسط أو تغيير سلوكه». ونوه أن «إيران أعلنت أنها بدأت تبني مفاعلا نوويا آخر في منطقة بوشهر، إضافة إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، عن اكتشاف بئر نفط يمكنه أن ينتج 53 مليار برميل من النفط الخام». حرب متعددة الجبهات قال جنرال إسرائيلي إن «تعاظم التهديدات المحيطة بإسرائيل تعطي إشارات جديدة حول تغير جوهري ونوعي فيها، وليس فقط تغيرا كميا أو عدديا، في ظل ما تحدّث به مؤخرا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي عن تهديدات جديدة تواجه إسرائيل، تتطلب منها التحضير لإعلان حالة الطوارئ، رغم أن بعض الإسرائيليين اعتبرها تصريحات تخويفية لأغراض حزبية شخصية». وأضاف غرشون هكوهين، في مقاله بصحيفة «إسرائيل اليوم»، أن «كل واحد من التهديدات الماثلة المتطورة ليس جديدا على إسرائيل، لكن التقاء جميع هذه التهديدات في قناة واحدة بقيادة إيران يجعل من فرضية اندلاع معركة جديدة أمرا منطقيا وقائما بقوة، ولم يعد صعبا تخيل اندلاع معركة متعددة الجبهات من الشمال والجنوب، من الدائرتين القريبة والبعيدة، ما يكشف عن حجم التحدي القائم أمام إسرائيل». وأشار هكوهين، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي أربعين عاما، وهو باحث في مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية بجامعة تل أبيب، إلى أن «القراءة الإسرائيلية لحالة الضعف المتزايدة للقوة الأمريكية في الشرق الأوسط لعبت دورا كبيرا في زيادة تأثيرات المعركة القادمة الجديدة؛ لأن الحروب سرعان ما تندلع، ودون كابح يستطيع أن يوقفها، فلن تنتهي في الزمن المطلوب لها». وأوضح هكوهين، الذي قاد معارك عسكرية ضد مصر وسوريا، وترأس الكليات العسكرية وقيادة التجنيد في الجيش الإسرائيلي، أن «التغير الجوهري ليس فقط في السياسة التي يتم إدارتها في البيت الأبيض، وإنما بصورة أكثر تحديدا في النظر إلى الاختلافات التي طرأت على طبيعة ميدان المعركة». وضرب على ذلك مثالا بالقول إن «هناك ظهورا متزايدا لنوعيات جديدة من الأسلحة المتطورة، وباتت متوفرة أمام كل من يطلبها، ويسعى إلى اقتنائها، ما مس كثيرا بالتفوق النوعي للجيش الأمريكي، ويؤكد لإسرائيل أننا بتنا في عصر جديد تحولت فيه التكنولوجيا العسكرية ومنظومات التسلح المتطورة أسرع بكثير مما يتم عرضه في الأسواق لشراء الأسلحة». وأوضح أن «ذلك ظهر واضحا في الهجمات الأخيرة ضد منشآت النفط السعودية، بمشاركة صواريخ وطائرات مسيرة، موجهة عن بعد من قبل التكنولوجيا المتطورة التي يشغلها عقول وأدمغة ذكية، قادرة على التغلب على منظومات التشويش، والوصول لنسبة متقدمة من الإصابة والدقة، وباتت هذه الأسلحة من الطائرات المسيرة والصواريخ متاحة بين أيدي الحوثيين في اليمن، من خلال تركيبها بأيد إيرانية وتدريب كوادرها العسكريين». وأكد أن «ذلك يعني لإسرائيل أننا بتنا أمام توازن عسكري جديد يزيد من قدرات وإمكانيات المنظومات التسلحية الإيرانية المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وبصورة أو بأخرى يهدد استقرار الأردن، الجارة الشرقية لإسرائيل، مع ظهور تهديد آخر أمام إسرائيل يتمثل بانتقال حماس وحزب الله إلى بنى تنظيمية وعسكرية أكثر دولانية ونظامية من كونهما تخوضان حرب عصابات». وأضاف هكوهين أن «كوخافي قائد الجيش الإسرائيلي وصف حماس وحزب الله بأنهما جيوش «إرهابية»، من خلال ما يتوفر لديهما من كتائب وألوية وفرق ومنظومات إطلاق نار، واعتمادهما على أبحاث متطورة، وحيازة أسلحة ووسائل قتالية متقدمة، يتم إدارتها من خلال منظومات سيطرة وتحكم قيادية، فضلا عما تملكانه من قذائف صاروخية وطائرات مسيرة بقدرات إصابة واستهداف دقيقة جدا بتدريب إيراني». وأكد أنه «في حال اندلاع أي معركة مقبلة، فإن التحدي الاستراتيجي أمام إسرائيل سيتمثل بمدى قدرتها على حماية جبهتها الداخلية، في ظل قدرة حماس وحزب الله على نقل الوسائل القتالية داخل إسرائيل، وشن هجمات واسعة النطاق عليها». وختم بالقول إن «كل ذلك يتطلب من إسرائيل جاهزية واستعدادا أكثر من السابق لمواجهة هذه التهديدات النوعية الجديدة، وليس الكمية فقط، من خلال إعادة تنظيم قوات الجيش الإسرائيلي: النظامية والاحتياط، على اعتبار أنه قد لا يكون كافيا لمواجهة حرب متعددة الجبهات، ما يتطلب منه طرح نظرية قتالية جديدة، تشمل حيازة الأسلحة المناسبة، فضلا عن استعداد إسرائيل لحالة الطوارئ لمواجهة التهديدات الجدية غير المسبوقة». دعوة إسرائيلية لإغلاق الأونروا قال كاتب إسرائيلي إن «الوقت قد حان لإغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين- الأونروا، لأنها تحولت إلى منظمة معادية لإسرائيل بصورة واضحة، ورغم أنها حين أقيمت عام 1949 من أجل إيجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين خلال سنوات معدودة، وتقديم مساعدات عاجلة لهم بالتعاون مع الحكومات المحلية، لكنها فشلت في تحقيق مهمتها هذه». وأضاف فرانك موسمار، في مقاله على موقع ميدا الإسرائيلي أن «الأونروا تحولت إلى منصة معادية لإسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى محطة قوية لتعزيز الرفض الفلسطيني، وبدلا من حل القضية الفلسطينية، ساهمت الأونروا في تأبيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي». وأشار إلى أن «الأونروا سعت للتأكيد الدوري على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو ما يعني تصفية دولة إسرائيل من خلال التفوق الديموغرافي، واعترضت على أي جهود تبذل لإحلال السلام الدائم، لذلك فإن كل هذه الأسباب توجب إغلاق هذه المنظمة الدولية، ونقل المسؤولية عن شؤون اللاجئين الفلسطينيين إلى مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، العاملة لحل قضايا اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية». وأكد موسمار، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الاقتصادية، والباحث في معهد بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية، أنه «فضلا عن القضايا السياسية التي تتطلب إغلاق الأونروا، فإن هناك قضايا فساد بدأت تتسرب حول مسؤولي الأونروا، دفعت بحكومات سويسرا وهولندا وبلجيكا لتجميد مساعداتها المالية للمنظمة الدولية حتى انتهاء التحقيقات الداخلية». وزعم أن «الأونروا تشغل في صفوفها ثلاثين ألفا من العاملين لإعانة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، في حين أن المفوضية لديها 11 ألف عامل فقط، وهي مسؤولة عن إعانة 17 مليون لاجئ، فضلا عن وجود عدد كبير من العاملين من عناصر حماس، حتى أن بيتر هانسن، المفوض العام السابق، اعترف في مقابلة تلفزيونية مع قناة CBS أن نشطاء حماس يتبوأون مواقع متقدمة في دوائر صنع القرار في نقابات موظفي الأونروا». ونقل الكاتب عن «الجنرال الإسرائيلي يوني فوغل، الحاكم العسكري السابق، الباحث في مجال مكافحة الجماعات المسلحة، أن موظفي الأونروا من أعضاء حماس يمكن أن نتوقع منهم الدفع بمصالح المنظمة الدولية إلى الأمام في إطار عملهم ضمن قضايا اللاجئين». وأشار إلى أن «الأونروا تواجه جملة من السيناريوهات العديدة، منها الإغلاق وإنهاء عملها في ضوء القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف تمويل أنشطتها، ولذلك فان السيناريو المرضي لكل الأطراف يتمثل بأن يتم توطين جميع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية التي يقيمون فيها، وتعتبرهم الأونروا لاجئين، ويتمتعون بظروف حياة طبيعية». وختم بالقول إن «إنهاء عمل الأونروا يأتي ضمن إطلاق عملية سلام شاملة، يتخللها تقديم تعويضات مالية للاجئين الفلسطينيين بمليارات الدولارات، بدلا من تأبيد الصرع القائم في المنطقة، رغم أن الخاسر الأكبر من هذا السيناريو سيكونون كبار موظفي الأونروا، الذين يحصلون على مقدرات مالية عالية».