قالت مصادر عسكرية إسرائيلية وفلسطينية إن القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين تبادلوا إطلاق النار في قطاع غزة الأحد 18-1-2009 بعد ساعات من إعلان تل أبيب وقفا أحادي الجانب لإطلاق النار. كما أعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن 5 صواريخ أطلقها فلسطينيون من قطاع غزة سقطت على بلدة سديروت بجنوب إسرائيل. وفيما رحبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأستراليا بقرار إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد، ندد سيلفان شالوم أحد قادة الليكود، الحزب الرئيسي في المعارضة اليمينية الإسرائيلية، بذلك الأمر. وقال شالوم لإذاعة الجيش الإسرائيلي قبل 23 يوما من موعد الانتخابات الإسرائيلية "لم نحقق شيئا من أهداف العملية التي شنت في 27 ديسمبر/كانون الأول". واستطرد "لم نرفع تهديد إطلاق الصواريخ, وستتمكن حماس من مواصلة إطلاق الصواريخ وتهريب السلاح، لأن مصر تبقى وحيدة في مراقبة ما يجري عند حدودها مع قطاع غزة، ورأينا ما يجري عندما يكون المصريون وحدهم (المشرفين)". من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت أن الجيش الإسرائيلي دعا الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم إثر الحرب على قطاع غزة إلى عدم العودة إليها بعد إعلان إسرائيل عن وقف أحادي الجانب لإطلاق النار. وقالت الصحيفة في موقعها الالكتروني إن الجيش أوصى هؤلاء السكان، خاصة الذين يقطنون في مناطق تطلق منها الصواريخ نحو إسرائيل، بعدم العودة في هذه المرحلة إلى منازلهم، مبررا ذلك بالقول "إن هناك خشية من تجدد القتال بين قواته والمقاومين الفلسطينيين". وخلال الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 23 يوما اضطر عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى ترك منازلهم بسبب القصف وإطلاق النار الإسرائيلية الذي استهدف منازلهم ومزارعهم. ويعيش الكثير من هؤلاء في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فتحت في مختلف أنحاء القطاع خاصة في شماله إذ طالته الغارات الإسرائيلية وعمليات القصف. وفي سياق متصل أعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس ارتياحه بشأن وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل في قطاع غزة وحثها على سحب كل قواتها بأسرع ما يمكن، كما قال دبلوماسيون غربيون أمس إن الخطط المتعلقة بالمساعدات الدولية لقطاع غزة بعد الحرب تدعو للاسراع بإدخال الغذاء والدواء وإعادة المياه والكهرباء، لكن عملية إعادة البناء الشاملة للقطاع أمر بعيد المنال. وكان ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان قال إنه طالما استمر وجود القوات الإسرائيلية في غزة فلن تلتفت الحركة لأي وقف لإطلاق النار. وفي وقت سابق قال حمدان إنه يجب على إسرائيل أيضا رفع حصارها عن قطاع غزة وفتح المعابر، مشيرا إلى أن حماس ستكون قادرة في ذلك الوقت على التعامل مع المسألة بإيجابية. وفي الإطار نفسه أبدى المتحدث باسم حماس في قطاع غزة فوزي برهوم موقفا متحديا مماثلا، فيما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أنها ستواصل المقاومة طالما استمرت القوات الإسرائيلية في القطاع واستمر الحصار الإسرائيلي على غزة . ويقول محللون فلسطينيون إنه من المرجح أن تواصل حماس إطلاق الصواريخ رغم إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد، بينما أشارت إسرائيل إلى أنه من غير المحتمل أن تسحب قواتها من القطاع حتى يتم تحقيق أحد أهدافها الرئيسية وهو إيجاد آلية لإنهاء تهريب الأسلحة لحماس.