اهتمت الصحف، الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة شرق أوروبا، بقضايا متنوعة، من بينها أهمية تبني بولونيا لنموذج اقتصادي جديد يركز على المؤهلات الذاتية، وأبرز رهانات الولاية الرئاسية الرابعة لفلاديمير بوتين، والانتخابات الرئاسية التركية السابقة لأوانها، علاوة على قضايا أخرى اقتصادية وسياسية. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن على بولونيا "من الآن التفكير في تبني نموذج اقتصادي جديد يركز على المؤهلات الذاتية عوض الارتهان بالعوامل الاقتصادية الخارجية والدعم المالي المقدم من ميزانية الاتحاد الأوروبي ،التي ستتقلص بعد سنة 2021" . واعتبرت أن الحكومة البولونية "ملزمة بوضع استراتيجيات اقتصادية جديدة مع ايلاء اهتمام خاص بقدراتها الذاتية ودعم القطاعات ذات القيمة التصديرية المضافة ،وبذل جهود إضافية لكسب ثقة مستثمرين من خارج فضاء الاتحاد الأوروبي ،واكتساح أسواق عالمية جديدة واعدة في آسيا وأفريقيا على الخصوص" ،مبرزة أن تراجع الدعم الأوروبي لبولونيا "بمثابة ناقوس انذار يجب أن تستغله البلاد باعتماد نموذج تنموي أكثر واقعية واستقلالية" . وكتبت صحيفة "ناش دجينيك" أن "تراجع الدعم المقدم من قبل الاتحاد الأوروبي ما بعد سنة 2020 ،وإن كان لا يتعدى 10 مليار أورو ،إلا أنه يعني الشيئ الكثير ،مع استحضار أن هذا التخفيض سيمس مجالات حيوية ،كالفلاحة والبنيات التحتية الطرقية والصناعية والنقل ،وهي مجالات تعد العمود الفقري لاقتصاد بولونيا ،والمجالات التي تراهن عليها البلاد في ضمان التوازن في مؤشرات المبادلات التجارية سواء على النطاق الإقليمي أو الدولي ". وأضافت أن "نجاح نمو الاقتصاد البولوني في العشرية القادمة رهين بخلق نموذج تنموي جديد يتعدى في أهدافه البعد الإقليمي، ويبحث عن آفاق اقتصادية رحبة" ،مبرزة أن "النموذج الاقتصادي الجديد ،الذي تتطلع إليه بولونيا ،يجب أيضا أن يفكر مليا في تحقيق الأمن الطاقي ،ووضع حد للتبعية لدول بعينها ،التي تزداد حدتها من سنة لأخرى". وأكدت صحيفة "غازيتا برافنا" أن "السبب في المطالبة في تغيير النموذج الاقتصادي لبولونيا ليس مرده فقط تخفيض الدعم المالي الموجه من الاتحاد الأوروبي لوارسو ،وإنما لوجود مؤشرات اقتصادية واقعية تؤكد أن اقتصاد دول كثيرة من المنتظم ،التي تتعامل معها بولونيا ،ستعرف صعوبات جمة وتراجع الأداء الاقتصادي ،وبالتالي فإن المحيط الاقتصادي الاقليمي سيكون ضيقا ،وسيشهد تنافسية كبيرة لا تجدي النفع بالنسبة لبولونيا " . وأبرزت أنه "ولضمان النمو الذي اعتادت عليه بولونيا في الخمس سنوات الأخيرة بالتحديد يجب إما الاتفاق مع دول مجموعة "فيسيغراد" (سلوفاكيا والتشيك وهنغاريا وبولونيا) على استراتيجية اقتصادية موحدة متكاملة ،أو تعزيز الحضور في أسواق الدول الناشئة البعيدة عن الإطار الجغرافي الإقليمي ،مثل الدول الأفريقية النامية بوتيرة مضطردة ودول الشرق الأوسط ودول أسيوية أخرى ،التي يثبت الواقع أنها محور مستقبل الاقتصاد العالمي" . وفي اليونان، تناولت الصحف القمة ،التي احتضنتها نيقوسيا يوم الثلاثاء بين قبرص واليونان وإسرائيل ،وكتبت (إيثنوس) أن نيقوسيا ترغب في إتمام إتفاقيات إقامة خط أنابيب شرق المتوسط لنقل الغاز الطبيعي من جنوب شرق المتوسط إلى أوروبا. ونقلت الصحيفة عن نيكوس أناستاسيادس الرئيس القبرصي قوله بعد القمة "إننا ملتزمون بالعمل بشكل حاسم لتوقيع اتفاقية بهذا الشأن“ ،مضيفة أنه يتوقع أن تصل كلفة المشروع نحو 6 مليارات أورو وقد يشرع في تشغيله في العام 2025. صحيفة (كاثيمينيري) ،ذكرت أن الجانب اليوناني يرى أن هذا المشروع لا يتعلق بالطاقة فقط بقدر ما هو ”مشروع ضخم للتعاون الجيوستراتيجي“ في شرق المتوسط. وأضافت أن هناك حرصا وإصرارا قويا على إقامة هذا المشروع ،الذي يبلغ طوله 2000 كيلومتر، والذي سيكون قادرا على نقل ما بين 9 إلى 12 مليار متر مكعب سنويا من احتياطيات الغاز الواقعة في عرض البحر بشرق المتوسط الى أوربا. وأشارت الصحيفة الى أن القمة وجهت انتقادات حادة لتركيا ودعتها الى احترام القانون الدولي ،ووقف استفزازاتها في المنطقة ،كما ركزت على محاربة الارهاب في شرق المتوسط ،وتم الاتفاق على عقد اجتماع خبراء في نهاية العام بأثينا يركز على محاربة تمويل الإرهاب في المنطقة. وفي روسيا، توقفت صحيفة (إزفيستيا) عند حدث تنصيب فلاديمير بوتين، الإثنين، رسميا رئيسا لروسيا للسنوات الست المقبلة، وكتبت أن أبرز أوليات ولاية بوتين الرابعة تتمثل في "إيلاء اهتمام خاص للقضايا الداخلية، وفي مقدمتها تحسين مستوى عيش المواطنين الروس". وقالت الصحيفة إن بوتين أكد في كلمة خلال حفل التنصيب "وعيه التام بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وعزمه الأكيد على تحقيق الرفاهية والازدهار للشعب الروسي وتمكين روسيا من ولوج مرحلة جديدة من التطور". ولاحظت الصحيفة أن بوتين أبرز أيضا ، في كلمته، "انفتاح روسيا على الحوار ، واستعدادها للتعاون المتبادل والبناء مع جميع الدول"، وشدد على ضرورة نهج سياسة اجتماعية حديثة ومبتكرة تلبي حاجيات المواطنين، وتمكن من النهوض بقطاعي التعليم والصحة. من جهتها، كتبت صحيفة (فيدوموستي) أن الحظر الذي فرضته الهيئة الفدرالية الروسية للإشراف على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووسائل الإعلام على خدمة التراسل الفوري (تيليغرام) بروسيا، خلال الاسابيع الأخيرة، أثر سلبا على عمل حوالي 400 شركة فاعلة في مجال خدمات الأنترنيت. وقالت الصحيفة إن الهيئة الروسية اعتبرت، في بيان لها، أن الشركات المتضررة تتحمل مسؤولية ما وقع لكونها لم تلتزم بتنفيذ القرار الصادر عن المحكمة الذي دعا الشركات المعنية إلى تجنب جميع أشكال التعاون مع تطبيق (تيليغرام). ووفقا للصحيفة، فإن السلطات الروسية فرضت الحظر على تطبيق (تيليغرام) في 16 أبريل الماضي، مما اضطر التطبيق للجوء إلى استعمال محركات بعض الشركات العالمية على الأراضي الروسية كأمازون وغوغل ومايكروسوفت، وهو ما جعل الهيئة الروسية للإشراف على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تتخذ قرارا بتوسيع حظرها ليشمل مجموعة من المحركات والعناوين على الشبكة العنكبوتية. وفي النمسا، توقفت صحيفة (دير ستاندار) عند التصريح الذي أدلى به، الثلاثاء، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدر للنفط (أوبك)، التي يوجد مقرها بفيينا ، محمد باركيندو، الذي أكد فيه استمرار الجهود المبذولة برعاية منظمة (أوبك) لضمان استقرار سوق النفط. ونقلت عنه قوله "لدينا الثقة في قدرة قادتنا ، سواء داخل أوبك أو خارجها ، الذين دعموا بقوة جهودنا المشتركة مع الشركاء غير الأعضاء في (أوبك)، لمساعدة سوق النفط على استعادة الاستقرار بعد أسوأ دورة نفطية في التاريخ، على مواصلة قيادة الدفة "في الأوقات الصعبة". وأضاف أن إعادة التوازن إلى سوق النفط تعتبر عملية طويلة بلغت عامها الرابع حاليا، وأن الأمر يتعلق بورش مازال جاريا ويتطلب الاستمرارية، مشيرا إلى أن أوبك ودولا من خارجها وقعوا اتفاقا يقضي بتخفيض إنتاج النفط ب 8ر1 مليون برميل يوميا، دخل حيز التنفيذ سنة 2017، وتم تمديده في نونبر الماضي إلى غاية متم السنة الجارية. من جهتها، ذكرت صحيفة (كوريير) أن الهيئة الوصية على قطاع السيارات بألمانيا استدعت شركة (أودي) الألمانية لصناعة السيارات للاستماع إليها بخصوص ما إذا كانت سياراتها من نوع (أ6 و أ7) ،التي تستعمل محرك الديزل، مزودة بجهاز غير معروف حتى اللحظة، صمم للتحايل على اختبارات مكافحة التلوث. وأضافت الصحيفة، نقلا عن بيان أصدرته وزارة النقل الألمانية، أن الهيئة الوصية على قطاع السيارات استدعت شركة (أودي) للاستماع إلى توضيحاتها حول هذا الموضوع، مشيرة إلى أنه يشتبه في كون حوالي 30 ألف سيارة ذات محرك ديزل، مصرح بها على أنها تستجيب لمعايير محاربة التلوث، تم تزويدها بجهاز غير قانوني "للتحايل على اختبارات مكافحة التلوث". وفي تركيا، أعلنت صحيفة (ستار) أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل زيارة مرشح حزب الشعب الجمهوري (معارضة) للانتخابات الرئاسية، محرم إينجة ، رافضا في المقابل طلبه بإجراء مناظرة تلفزيونية. وأضافت الصحيفة أن إينجة طلب عقد لقاءات مع جميع المرشحين الآخرين للرئاسة ، من بينهم الرئيس السابق لحزب الشعب الديمقراطي (الموالي للأكراد) صلاح الدين دميرتاس، الذي عين مرشحا عن حزبه لخوض سباق الرئاسيات بالرغم من إمضائه عقوبة حبسية منذ نونبر 2016. من جهتها، كتبت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) أن هذه الانتخابات السابقة لأوانها قد تشكل منعطفا حاسما لتركيا، ليس فقط في ما يتعلق بالنظام الإداري للبلاد ،وإنما أيضا بالسياسات الوطنية والأجنبية، مضيفة أنه في ما يتعلق بتغيير نظام الحكم، ستتنقل تركيا رسميا إلى نظام رئاسي تنفيذي، كما تم المصادقة على ذلك خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية ،الذي جرى في أبريل من سنة 2017. وسجلت الصحيفة أنه في حال إعادة انتخاب أردوغان في منصبه، وحصول التحالف الذي يدعمه على أغلبية برلمانية، فإنه سيتم تشكيل حكومة جديدة دون الحاجة للحصول على ثقة البرلمان. وفي المقابل، أفادت الصحيفة أنه في حال هزيمة أردوغان وفشل التحالف ،الذي يدعمه في الحصول على الأغلبية البرلمانية، فإن التحالف المنافس قد يتخذ قرارات عاجلة مثل إلغاء حالة الطوارئ والعمل على العودة لنظام الحكم البرلماني أو شبه الرئاسي ،الذي لا تكون فيه السلطة التنفيذية كلها بيد الرئيس وحده.