في ثاني موقف رسمي لإيران بعد قرار المغرب قطع علاقاته مع طهران، بسبب ما اعتبره تورطا ثابتا بأدلة دامغة لحزب الله اللبناني في تدريب عناصر جبهة البوليساريو، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن هناك قوى كبرى دفعت المملكة إلى هذا القرار الذي وصفته بالخطأ الإستراتيجي. واعتبر بهرام قاسمي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن "المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بناء على مزاعم خاطئة وكاذبة"، موردا أن وزير الخارجية المغربي زار طهران يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي والتقى جواد ظريف في مقر الخارجية. وكشف المسؤول الإيراني أن ناصر بوريطة "تلقى الردود اللازمة من ظريف على الأدلة التي قدمها"، واصفا ما بسطه وزير خارجية المغرب بكونه "مزاعم خاطئة وكاذبة يحتمل أنها موجهة من مصادر معينة، وبعد عودته للمغرب أعلن قطع العلاقات، وأن السفارات ستغلق". واسترسل قاسمي بأن طهران ضمن مبدأ حسن النوايا حققت في الشكاوى المغربية، فأصبح لديها يقين بأن "تلك الاتهامات كاذبة وخاطئة وليس لها أي دليل"، مردفا بالقول "لقد كان خطأ إستراتيجيا من جانب الحكومة المغربية، وهي ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المغرب بمثل هذه التصرفات". وأكمل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأن "هذا الإجراء من جانب المغرب قد جرى بتوجيه من بعض القوى الكبرى وبعض الدول المناهضة لإيران" دون أن يسمي هذه البلدان قبل أن يضيف "كل ما طرحه الجانب المغربي كان كلاما خاطئا". وبشأن موعد مغادرة الدبلوماسيين الإيرانيين للتراب المغربي، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأن "ليس هنالك مهلة محددة للتمثيلية الإيرانية في المغرب، وستغادر في الوقت المناسب"، ليخلص إلى أن "هذا الأمر سيتم في غضون الأيام المقبلة"، على حد قوله. وكانت إيران، في أول رد فعل رسمي مباشرة بعد قرار الرباط قطع علاقاتها مع طهران، قد وصفت الاتهامات المغربية بكونها لا أساس لها من الصحة"؛ فيما ذهب حزب الله الشيعي في السياق ذاته، وطالب المغرب بإعلان تلك الأدلة التي يستند إليها في قرار قطع العلاقات مع إيران. وأجج قرار المملكة القطيعة مع إيران علاقاتها مع الجزائر التي استدعت القائم بأعمال السفارة المغربي بالجزائر للاحتجاج على الاتهامات المغربية بشأن تورط دبلوماسيين إيرانيين في سفارة طهرانبالجزائر في تيسير مهام عسكريين من حزب الله في تدريب ميليشيات البوليساريو. ومقابل "التحالف الرباعي" بين إيران وحزب الله والجزائر والبوليساريو، وهي الأطراف التي كذبت جميعها أدلة المغرب، ظهر تحالف آخر دعم المملكة في قراراها ضد إيران، وجسدته عدد من بلدان الخليج، خاصة السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبدرجة أقل قطر والكويت.