لم يَكن الانتماء السياسي لرؤساء الأندية أو أعضاء مكاتبها المسيرة يوما مؤثرًا بقدر ما بات عليه الوضع في العقد الأخير، عندما أصبح ارتباط الرجل السياسي بفريق معين بمثابة حملة انتخابية غير قابلة للسيطرة، فيما يجد رجال الأعمال في تسيير أندية الكرة ترويجا تجاريا محضا، قد يغلب في كثير من الأحيان على المصلحة الرياضية، باستسلامه لمبدأ "وين وين"، فيكون الفريق عندها الخاسر الأكبر. ويظل الجانب المالي في علاقة استفادة الرياضة من السياسة الأبرز في العمل التسييري داخل الأندية الوطنية، حيث تمكّن علاقات رجال السياسة داخل الفرق من كسب ثقة مستشهرين كبار يضمنون ميزانية مهمة للنادي، والمثال هنا نضربه بسعيد الناصيري، رئيس الوداد البيضاوي والبرلماني عن حزب "التراكتور"، الذي نجح مباشرة بعد اعتلائه رئاسة النادي قبل ثلاث سنوات، وقبل حتى تشكيل مكتبه المسيّر، في جلب مستشهرين وازنين للفريق، أفلت به من براثن الأزمة المالية الخانقة التي كان يعاني منها في عهد الرئيس السابق عبد الإله أكرم. الناصيري.. صورة "البام" في البطولة "برو" يبقى تحزّب سعيد الناصيري، رئيس الوداد البيضاوي، والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، الأكثر إحداثًا للجدل في الوسط الكروي، خاصةً وأن بال المتتبّع اليوم، بات مشغولًا بالانتماءات الحزبية لرؤساء الأندية وأعضاء مكاتبها المسيرة، عله يتمكّن من ربط مجموعة من الخيوط التي قد تساعده على استيعاب لعبة سياسية أبت إلا تنقل تجاذباتها الأزلية إلى ميادين الكرة. وإن كان الوداد البيضاوي قد استفاد من انتماء رئيسه الحزبي ماليا وحتى رياضيا، فالناصيري، وحزبه، هما الآخران غنما الكثير من وجودهما على رأس الفريق "الأحمر"، إذ وبعد سنوات اكتفى فيها الرجل "الأسمر" بالمكوث في الظل منخرطا ونائب رئيس، حسّن الناصيري تموقعه بعد اعتلائه رئاسة الفريق "الأحمر" من خلال نسج علاقات قوية خصوصًا مع رجال الأعمال الإماراتيين، وتسلّق المناصب داخل غرفة عمليات الكرة الوطنية، عندما نال رئاسة العصبة الوطنية الاحترافية، دون الخوض في المكاسب الانتخابية التي جعلته وحزبه طرفًا لا محيد عنه في معادلة الكرة الوطنية. بودريقة.. الطاشرون الذي يعد ببناء صرح ل"حمامة الأحرار" كانت علامة "بودريقة" مقتصرة فقط على المتعاملين في مجال العقار، قبل أن يصبح هذا الاسم معروفًا محليًا، بل وخارج الحدود أيضا، عندما بات رئيسا للرجاء البيضاوي، وقاده لوصافة بطل العالم في "موندياليتو 2013" المجنون، وحتى عندما قاد الفريق إلى السكتة القلبية، آمن بودريقة بمبدأ "لا إشهار سيء". انتقل هو الآخر من مخرط لا صوت له قبل أن يعتلي الرئاسة بعد ثورة "باسطا" الشهيرة، نال المناصب الجامعية، وأعقبها بأخرى داخل الكاف، فخلق لنفسه، بخطابه الشعبوي، شعبيةً أهلته لدخول غمار السياسة من باب حزب التجمع الوطني للأحرار، في واحدة من "أنجح" التجارب التسييرية في ما يخص الأرباح التجارية والسياسية في تاريخ البطولة. حمامة تطوان تحلّق بعلامة "أبرون" إذا كان اسم آل "أبرون" في بداية الألفية الجديدة مقتصرا على عالم التجارة بامتلاك العائلة أحد المحلات الخاصة ببيع الأجهزة المنزلية في تطوان، فهذا الاسم والعلامة التجارية التابعة له بات له وزن محليا بعدما استولى على فريق المغرب التطواني، خصوصا بعدما تحقّق حلم الصعود إلى القسم الأول في 2005. واعتلى عبد المالك أبرون مجموعة من المناصب داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ونسج علاقات داخلية وخارجية خدمته على المستوى المهني الشخصي، كما أحسن استغلال تموقعه بين زمرة المسيّرين على رأس الFRMF لضمان مشاركة عالمية لفريقه في 2014 حصد وراءها مكاسب عدة، علما أن الرجل ما زال ملتصقا بكرسي الرئاسة، رغم تدهور وضعية الفريق، حيث كان في الدورات السابقة مرشحا لمغادرة القسم الأول. لقجع.. بين الناصيري وبودريقة بدوره، بات فوزي لقجع، منذ اعتلائه رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والنهضة البركانية، أحد الشخصيات الرياضية المعروفة رياضيا أكثر مما كان عليه الحال عند اكتفائه بمنصب مدير ميزانية الدولة.. هو الآخر غنم الكثير من دخوله عالم المستديرة، حيث بات نائبا لرئيس الكاف، ونال عضويةً في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وخلق علاقات مباشرة مع رؤساء اتحادات العالم، خاصةً في إفريقيا، حيث ارتفعت أسهم الرجل في مختلف المجالات. سياسيا، طالما نكر فوزي لقجع انتماءه إلى حزب معين، لكنه ظهر في السنوات القليلة الماضية متعاطفا مع حزب "التراكتور"، فيما حسم بعض المهتمين والمتتبّعين في مسألة انتمائه إلى "البام"، لكن مصادر أخرى أكّدت أن لقجع، في الأشهر الأخيرة، شارك في مجموعة من اللقاءات والأنشطة التي أشرف عليها حزب التجمع الوطني للأحرار، علما أن الرجل البركاني سبق وأكّد في لقاء تلفزي أنه لن يجد حرجا في إعلان انتمائه السياسي يوما إذا حدث ذلك فعلًا. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com