تقدم نزهة ناجح نفسها بالقول: "أنا مغربية أصلي أمازيغي من ورزازات، لكنني كبرت في بوزنيقة التي أمضيت فيها غالبية زمن استقراري بالمغرب، بينما تجاوزت 15 سنة من الحضور في مملكة البحرين". تتوفر الورزازية نفسها على شركة لتنظيم المواعيد والفعاليات المختلفة في المنامة، إضافة إلى إشرافها على تقديم خدمات في مجال الإعلام والإشهار، بما في ذلك تصوير المنتجات الفيلمية الوثائقية المختلفة. التجميل والإعلام اشتداد عود نزهة ناجح كان في بوزنيقة وهي تمر بعدد من المؤسسات التعليمية في هذه المدينة المطلة على الساحل الأطلسي المغربي، أبرزها تحملان اسمي "ماء العينين" و"ابن خلدون". أكملت المغربية ذاتها دراستها في الرباط، مختارة التخصص في مجال التجميل، وقتها، قبل أن تتحول إلى ميدان الإعلام في مشوار تكويني خاضته بعد مغادرتها الوطن الأم نحو البحرين؛ عبر إيطاليا. "تزوجت في إيطاليا قبل أن تأتي نقلة الهجرة صوب الخليج، مرافقة زوجي في هذه التجربة التي حازت دعما نفسيا من أفراد عائلتي، ولذلك قررت تغيير توجهي العملي بناء على ما مس فضاء استقراري من تبديل لمرتين"، تورد ناجح. قلة مغربية إقبال نزهة على خدمات الإعلام والإشهار في البحرين يطال ميدانا شاهدا قلة المغاربة المتعاطين له في هذه المملكة الخليجية، ما يجعل أداءها بارزا بشكل واضح إلى حدود الحين. وتعلق "ابنة بوزنيقة" على هذه المقاربة قائلة: "قد يكون هذا الأمر متصلا بكون باقي المغاربة يرتبطون بصفات مستخدمين في هذا المجال بالبحرين، بينما أتموقع في صدارة مسؤولي الشركة التي أشرف عليها". الهجرة في الميزان مازالت نزهة ناجح متوفرة على وثائق إقامة في الديار الإيطالية، التي يستقر وسطها والداها، لكنها تعتبر نفسها مهاجرة مغربية إلى البحرين بفعل قصر فترة استقرارها بأوروبا، رغم سفرياتها نحو إيطاليا للاطمئنان على الأصول. "الاغتراب تحدٍّ كبير سمته الإحساس بالوحدة بعيدا عن الأهل وفق تجربتي. رغم تواجد زوجي وابني وصديقاتي بجانبي إلا أن هذا لا يملأ الفراغ الأسري الذي اعتدته، بينما إيقاع الحياة المهنية يلهي عن هذه المصاعب الشخصية"، تقول ناجح. وتعبر المغربية ذاتها عن كون البحرين بلدا عربيا لا يستلزم من أبناء وبنات وطنها الأصل وقتا كبيرا لتحقيق الاندماج، عكس الحال في أوروبا عموما وإيطاليا بالتخصيص، لكنهم يحتاجون استثمار الفرص السانحة من أجل تحسين أوضاعهم. على المسار استفادت المصنفة بين "مغاربة العالم" من ممارسة زوجها تقديم خدمات العلاقات لمدة تزيد عن عِقدين كي تسير على مسار شبيه ولجته من بوابة تنظيم اللقاءات والمؤتمرات، والمعارض والفعاليات الرياضية. أسست نزهة شركتها الخاصة التي أخذت في الحصول على زبناء من المؤسسات العمومية وكبار الفاعلين في القطاع الخاص، بينما مططت فضاء الاشتغال من مملكة البحرين إلى عدد من البلدان في أوروبا. تولي ناجح أهمية كبرى لعطائها المباشر في قسم تطوير الاستثمار، معتمدة في ذلك على طاقم يجمع أكثر من 15 خبيرا في هذا التعاطي مع مستجدات التصميم والديكور والتسويق، وبعدها تنتقل إلى مواكبة ما يتم في مرحلة التنفيذ. طموح مغربي تجاهر المستقرة في البحرين بأنها تطمح إلى تنفيذ مشروع مماثل في المغرب، وتقول: "أحلم بإنشاء شركة لتنظيم الفعاليات في بلدي الأم، ولو كانت بصيغة مصغرة بالمقارنة مع مستوى الاستثمار القائم حاليا في المنامة". "أبدي رضاي عن المسار الذي خضته والنتائج التي حققها، لكني أنشد زيادة هذه المتعة العاطفية بجمع عملي ووجودي في المغرب؛ وحتى تحقق ذلك سأبقى ملازمة لهذا الطموح الجامح وفق تقييمي"، تضيف نزهة. أمام الفرص صغار السن المبتغين الكبر في الهجرة ينالون نصح ناجح بضرورة تحين الفرص الملائمة لتحقيق هذا الغرض، بكل عقلانية وواقعية، عقب استجماع كل ضروريات الفلاح التي يعد الاستعداد النفسي أبرزها. وتقول المستثمرة المغربية في البحرين إنها عايشت تجارب مغاربة لاقوا فرصا لم يكونوا مستعدين لها، ووجدوا ذواتهم وسط دوامات من المشاكل التي جعلتهم يندمون على تحركهم من المغرب. "لا يعتمد تحقيق النجاح على بلدان استقرار مغاربة العالم، رغم وجود دول بها فرص أكثر من الأخرى، وإنما يحضر الاستعداد الفردي كمحدد لتحقق الارتقاء من عدمه. كما أنصح الجيل الجديد من الهجرة على التفكير في مشاريع خاصة بدل البقاء مستخدمين"، تختم نزهة ناجح.