رأى محللون سياسيون فلسطينيون، أن القصف الإسرائيلي لمواقع في قطاع غزة، مساء الجمعة، يهدف إلى محاولة فرض "معادلة جديدة" على الفصائل الفلسطينية، ويعكس مدى خشية إسرائيل من استمرار "مسيرات العودة". وقالوا إن تمكّن مئات الشبان بالأمس من اجتياز السياج الفاصل، شرقي القطاع، أثار قلق إسرائيل من إمكانية نجاح اعداد كبيرة من الفلسطينيين في تكرار المحاولة يوم ال15 من ماي القادم، الذي يوافق ذكرى "النكبة". ورجّحوا أن إسرائيل تسعى إلى جرّ الفصائل الفلسطينية إلى "معركة عسكرية"، تُغطي على "مسيرات العودة"، وتتسبب في عدم مقدرة الفلسطينيين على الوصول إلى المنطقة الحدودية. وأعلن الجيش الإسرائيلي، عند منتصف ليلة الجمعة-السبت، أن طائرات سلاح الجو التابعة له، قصفت مساء الجمعة، 6 أهداف تابعة للقوة البحرية في حركة "حماس" الفلسطينية، في قطاع غزة. وأفاد بيان للجيش الإسرائيلي، أن هذه الغارات تأتي ردًّا على "محاولة الاجتياز الواسعة إلى داخل إسرائيل في وقت سابق الجمعة". ونجح مئات الشبان الفلسطينيين، من اقتحام السياج الفاصل، شرق مدينة غزة أمس الجمعة، فيما أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار بكثافة. ويقول الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن إسرائيل "شعرت بخيبة أمل وإهانة كبيرة لجيشها عندما تقدم المئات من الفلسطينيين وتخطوا السياج الفاصل". وأضاف لوكالة الأناضول: " الجيش الإسرائيلي يريد رد الاعتبار لهيبة جيشه من خلال قصف مواقع عسكرية لحماس". ويعتقد الصواف، أن إسرائيل "تحاول جر المقاومة لمواجهة عسكرية جديدة لتغطي على مسيرة العودة، لكن إدراك المقاومة وذكائها ستفوت تلك الفرصة ولن ترد وستغمض عينيها قليلا". ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني،" يؤكد من خلال مسيرات السلمية على حدود غزة والتي تحاول إسرائيل بكل الطرف إفشالها العودة لأراضيه المحتلة عام 1948، وأن 15 مايو/ أيار المقبل سيكون مرحلة جديدة في خطوة اتجاه تثبيت العودة". بدوره، يقول المحلل السياسي، حمزة أبو شنب إن إسرائيل ترغب في "فرض معادلة جديدة على "المقاومة الفلسطينية"، في قطاع غزة، في محاولة منها لجرها لتصعيد عسكري محدود. وأضاف لوكالة الأناضول: " ما قام به الشباب على حدود قطاع غزة أمس من خداع جيش الاحتلال وتوسيع هامش المناورة، ونجاحه في الوصول وإزالة أجزاء من السياج الفاصل، سبّب إرباك ورفع وتير الخوف لدى إسرائيل من سيناريو الحشد الأكبر في 15 ماي المقبل". ويتجمهر فلسطينيون عند 5 نقاط قرب الحدود بين غزة وإسرائيل بشكل يومي في إطار مسيرات "العودة" التي بدأت في 30 مارس الماضي، ومن المقرر أن تبلغ ذروتها في ذكرى "النكبة" (15 ماي المقبل)، وتطالب بعودة الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948. ويرى أبو شنب أن قصف الجيش لقطاع غزة، يهدف إلى دفع "المقاومة الفلسطينية" إلى "تغيير سلوكها أو محاولة جرها لتصعيد محدود يساهم في تراجع مسيرات العودة والعمل على إفشال الحراك الشعبي على حدود غزة". واستبعد أبو شنب، أن "تحقق المقاومة الفلسطينية لإسرائيل ما تصبو إليه". من جانبه، يعتقد المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن الحشد الشعبي على حدود القطاع واقتحام الحدود لمئات الشباب، "أرهب إسرائيل لذلك اتجهت للقصف لحرف الأنظار". وقال المدهون لوكالة الأناضول: " إن مسيرات العودة مستمرة في تحدي الفلسطينيين الاحتلال، وهذا القصف دليل إفلاس وتشتت إسرائيل". ويرى أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة "مدركة جيداً وحذرة من مخططات إسرائيل لجرها لعدوان جديد". وفي وقت سابق من اليوم حمّلت حركة حماس، إسرائيل "مسؤولية التصعيد في قطاع غزة". وقال فوزي برهوم في بيان صحفي: "إن حجم القصف الإسرائيلي وتوقيته يعكس حالة الارتباك والتخبط التي انتاب(إسرائيل) لفشلها في التعامل مع القواعد الجديدة التي فرضتها جماهير شعبنا بكل ثبات وعزيمة وإصرار، وأوصلت رسائلها للعالم أجمع، وكشفت همجية الاحتلال وإرهابه وأربكت حساباته".