وصف عادل بنكيران، مدير مشتريات إنتاج الحليب بشركة سنطرال دانون، الحملة التي تروج حاليا بخصوص مقاطعة منتوج الحليب ب"المغرضة والخائنة للوطن"، مسجلا أن "مقاطعة المنتوجات ضرب للاقتصاد الوطني المغربي"، متسائلا: "أين سيذهب 400 ألف فلاح الذين يستيقظون كل صباح ويقومون بحلب الأبقار ويتوجهون إلى التعاونيات الفلاحية كي يبيعون منتوجهم؟". وأكد بنكيران، في تصريح خَصَّ به جريدة هسبريس الإلكترونية، أن إنتاج الحليب سيكون وافرا بعد أن أنعمت السماء بأمطار الخير هذه السنة، "لكن إذا تمت المقاطعة، فلمن سنوجه المنتوج على المستوى الوطني؟"، يتساءل المتحدث. وطالب بمزيد من الوعي لدى المستهلك المغربي، موضحا أنه لا يدافع عن أية علامة تجارية، بل المهم بالنسبة إليه "هو أن يدعم المواطن منتوجات بلده، لأن المغرب يقف على قدمين، هما المدن والبوادي، ومن ضرّ بالبوادي فهو يضر بنفسه وبلده". وسجل المتحدث ذاته أن "مطالبة الشركات المعنية بزيادة عامل الجودة أمر معقول، لكن ضرب ومقاطعة المنتوجات التي تصنع في الوطن لا يمكن تصنيفه إلا في خانة خيانة الوطن" على حد وصفه. وفي سياق آخر، وقعت سفارة مملكة هولندا بالمغرب أمس على هامش الدورة ال13 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، على اتفاقية إطار للتعاون تتعلق بالمشروع النموذجي لإنتاج الحليب المستدام في منطقة تادلة- أزيلال. ويندرج هذا المشروع الرائد في إطار رهانات مسلك الأبقار الذي يحتل مكانة مهمة في القطاع الفلاحي، ومخطط المغرب الأخضر، بهدف الرفع من الإنتاجية بغية الوصول إلى 4,5 مليار لتر من الحليب في أفق 2020 ، أي بزيادة سنوية قدرها 15 في المائة. وقد قامت هولندا، المعروفة عالميا بإنتاجية وتنافسية مسلكها في الحليب، بمجهود كبير للحد من التأثير البيئي لهذا القطاع، وخاصة عبر "مبادرة سلسلة إنتاج الحليب المستدامة". ومكنت هذه المبادرة، التي يوجد وراءها منظمات مهنية هولندية، مسلك الحليب الهولندي من احتلال أرقى المراتب عالميا في هذا المجال، وذلك من خلال رسمها لأهداف واضحة، على صلة بالمناخ والطاقة وراحة الماشية والمراعي والتنوع البيولوجي.