وقعت سفارة مملكة هولندا بالمغرب ومؤسسة القرض الفلاحي للمغرب للتنمية المستدامة، أمس الثلاثاء بمكناس، على هامش الدورة ال13 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، على اتفاقية إطار للتعاون تتعلق بالمشروع النموذجي لإنتاج الحليب المستدام في منطقة تادلة- أزيلال. ويهدف هذا المشروع الرائد إلى مصاحبة الضيعات المنتجة للحليب، زبونة مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، في استدامة أنشطتها الإنتاجية، ويندرج في إطار رهانات مسلك الأبقار الذي يحتل مكانة مهمة في القطاع الفلاحي، ومخطط (المغرب الأخضر). وقد سبق إقرار هذه الرهانات التي تندرج في إطار العقد- البرنامج المبرم مع الدولة، والساعي إلى الرفع من الإنتاجية بغية الوصول إلى 4,5 مليار لتر من الحليب في أفق 2020 ، أي بزيادة سنوية قدرها 15 في المائة. ويتعين أن يجمع هذا المشروع الرائد بين المساعدة التقنية والمصاحبة المالية من أجل تحديد الإجراءات والتجهيزات التي طو رتها واختبرتها هولندا، والعمل على تكييفها مع ظروف المنتجين المغاربة، واقتراحها على ضيعات إنتاج الحليب المشاركة في المشروع. وتتمثل الغاية من كل ذلك، في البرهنة على إمكانية الجمع بين الحد من التأثيرات البيئية لأنشطة إنتاج الحليب، وتحسين الإنتاجية، وبالتالي مردودية الضيعات، ومداخيل المربين وراحة ماشيتهم. وقد قامت هولندا، المعروفة عالميا بإنتاجية وتنافسية مسلكها في الحليب، بمجهود كبير للحد من التأثير البيئي لهذا القطاع، وخاصة عبر "مبادرة سلسلة إنتاج الحليب المستدامة". ومكنت هذه المبادرة، التي يوجد وراءها منظمات مهنية هولندية، مسلك الحليب الهولندي من احتلال أرقى المراتب عالميا في هذا المجال، وذلك من خلال رسمها لأهداف واضحة، على صلة بالمناخ والطاقة وراحة الماشية والمراعي والتنوع البيولوجي. وتطمح مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، التي تصاحب دينامية أنشطة تربية المواشي بتمويلها جزءا من الاستثمارات، عبر مؤسسة التنمية المستدامة، إلى تأكيد إمكانية الجمع بين ضيعات إنتاج الحليب بمردودية مرتفعة، والحفاظ على الموارد والمحيط البيئي. ويأمل الشريكان، بعد شراكة ناجحة واستراتيجية بين مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، وسفارة هولندا، وخاصة في مجال مصاحبة تربية الأبقار الحلوب عبر المشروع النموذجي لتعزيز القدرات التقنية لتعاونيات الحليب في منطقة دكالة، في مواصلة هذا التعاون لفائدة تربية الأبقار الحلوب بالارتقاء باستدامتها، والحد من تأثيراتها البيئية اعتمادا على النموذج الهولندي. وتعرف الدورة ال13 من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (24-29 أبريل) مشاركة 1400 عارض ينتمون ل70 دولة، وتضع اللوجستيك والأسواق الفلاحية في صلب الاهتمامات الكبرى للقطاع، باعتبارهما مكونين يشكلان، ليس فقط عماد المنافسة، ولكن أيضا أساس الفلاحة المستدامة.