خرجت العشرات من نساء ساكنة الجهة الشرقية للجماعة الترابية كرس تعلالين باقليم ميدلت، الأربعاء، في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام نحو مقر العمالة، تنديدا بما وصفنه ب"الوضع الصحي المتردي" الذي يسم اشتغال المؤسسة الصحية بالجماعة، وضمنه "خصاص في الأدوية والأطر التمريضية والطبية، وتدهور البناية"، وفق تعبيرهن. وصدحت حناجر النساء الغاضبات، في هذه المسيرة الاحتجاجية، بشعارات تتهم وزارة الصحة بممارسة الإقصاء والتهميش على ساكنة المنطقة وعدم رغبتها في حل مشكل الخصاص المسجل في الأطر الطبية، من قبيل: "هذا عيب هذا عار الصحة في خطر"، "البناية ها هي والطبيب فين هوا"، "الصبيطار ها هو والمفعول الله يجيب". كما طالبن بالتفاتة وتدخل المسؤولين والمنتخبين المحليين والإقليميين ونواب الإقليم بالبرلمان، من أجل "الارتقاء بخدمات المركز الصحي إلى مستوى تطلعات ساكنة أربعة عشر دوارا بجماعة كرس تعلالين"، بتعبيرهن. افرصا يمنى، إحدى المشاركات في المسيرة الاحتجاجية، أوردت ضمن تصريح لهسبريس أن الشكل الاحتجاجي نظم من طرف مجموعة من النساء المتضررات من الخدمات الصحية بالمنطقة، وقالت إن "القطرة التي أفاضت الكأس هي تذمر الساكنة من الغياب المتوالي لطبيب المركز الصحي بكرس تعلالين". وأضافت المتحدثة، البالغة من العمر 51 سنة، أن المركز الصحي الحالي يعاني من الخصاص في الأطر الطبية وفي الأدوية، بالإضافة إلى كون البناية متهالكة ولا تتوفر على الباب الرئيسي، مشيرة إلى ضرورة تجهيز المركز بالموارد البشرية والتجهيزات الطبية الأساسية، بالإضافة إلى توفير تخصصات طبية تماشيا مع معايير بناء المؤسسة الصحية، وقالت: "لن نعود إلى ديارنا وسنستمر في مسيرتنا إلى حين تحقيق مطالبنا". وزادت يمنى افرصا: "سنواصل مسيرتنا إلى مقر العمالة للقاء عامل الإقليم ولنعلم هل نحن مغاربة ولدينا حقوق أم لاجئون حتى تقتصر الوزارة على تنظيم قافلات طبية من حين إلى آخر"، معتبرة أن "هذه نقطة بداية من أجل إنهاء معاناة نسائنا الحوامل وأطفالنا الرضع مع تلاعبات وزارة الصحة التي لم تستطع تعيين طبيب قار بالمركز الصحي"، وفق تعبيرها. من جهته، قال محسن ايت باكي، فاعل جمعوي بالمنطقة، إن النساء قررن الخروج في هذه المسيرة تنديدا بالوضع المتردي لقطاع الصحة في المنطقة، مشيرا إلى أن المركز الصحي "تم إغلاقه البارحة لأسباب مجهولة، ولم تتمكن الأسر من تلقيح أبنائها الصغار"، على حد قوله. وأبرز الجمعوي ذاته، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس، أن الغياب المتكرر لطبيب المركز الصحي يدفع السكان إلى نقل أطفالهم ومرضاهم إلى المراكز الصحية الأخرى، وشدد على أن "الوضع الصحي المتردي بالمنطقة يجب إصلاحه قبل فوات الأوان"، بتعبيره. ومن أجل نيل تعليق الجهات المسؤولة بوزارة الصحة، حاولت هسبريس الاتصال بالمندوبة الإقليمية للوزارة بميدلت مرات عدة، إلا أن هاتفها ظل يرن دون مجيب. والأمر نفسه وقع مع مسؤولة التواصل بالمديرية الجهوية للصحة بالرشيدية، التي فضلت عدم الرد على مكالمتنا الهاتفية رغم توصلها برسالة نصية تحدد الجهة المتصلة وموضوع الاتصال.