في الذكرى 44 ليوم الأسير الفلسطيني، الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974، ووفاء للحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، شهد مسرح محمد الخامس بالرباط أمسية من تنظيم السفارة الفلسطينية بالمغرب، تخللتها أغانٍ ورقصات من التراث الشعبي الفلسطيني، من أداء فرقة "أصايل" الفلسطينية. الكوفية فلسطينيون مقيمون بالمغرب..طلبة ومسؤولون، وموظفون كبار، حجوا إلى المسرح والكوفيات على أعناقهم.."شال فلسطين"، رمز مقاومة رام الله. أما النساء فبجلابيب فلسطينية سوداء، تتخللها أشرطة حمراء، من تراث فلسطين، يزغردن في القاعة بين الفينة والأخرى، حين يصدح صوت المؤدين بحب فلسطين. ضمن تصريح لهسبريس، أكد سفير فلسطين بالمملكة المغربية، زهير الشن، أن "عرض فرقة "أصايل" يأتي في إطار مناسبة يوم الأسير الفلسطيني، وخروج الشعب الفلسطيني في مسيرة العودة، وكذا ذكرى استشهاد أبو جهاد، رمز الكفاح المسلح، وأيقونة الانتفاضة الأولى"، على حدّ قوله. وأضاف السفير أن هذا العرض يعد الثالث من نوعه لفرقة أصايل بالمغرب؛ فبعد مشاركتها في حدث "وجدة عاصمة الثقافة العربية"، بدعوة من وزارة الثقافة، توجهت إلى فاس، واليوم تحل بالرباط. وأشار السفير إلى أن مثل هذه المناسبات تجسد وتنقل تراث الرسالة الفلسطينية إلى الشعب المغربي، وزاد: "نحن نُذكر بكل هذه المناسبات للوصول إلى استقلال فلسطين، وإقامة الدولة". وأورد زهير أن الشعب المغربي حاضر في نفوس وقلوب الفلسطينيين، "رغم تدمير الاحتلال لباب المغاربة وحي المغاربة في القدس، من أجل محو العلاقة بين المغاربة والفلسطينيين"، وشدد على أن "القضية الفلسطينية حاضرة لدى المغاربة، سواء جلالة الملك محمد السادس، أو شعب المغرب الذي خرج في مسيرة كبرى بالرباط نصرة لفلسطين"، مضيفا: "نحن شعب عريق تعرضنا للظلم، ونريد من المجتمع الدولي أن يقف بجانبنا". أصايل ناجي أبو شخيدم، رئيس فرقة أصايل للفنون الشعبية الفلسطينية، أكد لهسبريس أن الاحتفال بهذا اليوم يأتي في إطار يوم الأسير الفلسطيني، متمنيا للأسرى الفلسطينيين البواسل الفرج العاجل، وقال: "رسالتنا: الهوية والكلمة والتراث الفلسطيني"، كما أشار إلى أنهم شاركوا في عدة مهرجانات دولية ووطنية، مردفا: "نحن في المغرب، بلدنا الثاني.. نحب الشعب المغربي، الذي يقف خلف القدس". من جهة ثانية، وضح مدحت جبرين، وهو مغنٍّ في فرقة أصايل، أن الأغاني التي قاموا بتأديتها من التراث الشعبي الفلسطيني تتحدث عن الوطن، وتجمع مجموعة من المعاني الفلسطينية، ولها شعبية وصدى. أما مؤدو الرقصات فاعتبروا أداءهم أكثر من رائع في المغرب، وأن الشعب المغربي أراهم كيف يحب الشعب الفلسطيني. "تراثنا رسالتنا"، يقول أحد أعضاء الفرقة، وتضيف مؤدية أخرى: "على البال يا حيفا أغنية تحكي عن مدينة حيفا بشمال فلسطين..إننا نختار الأغاني التي تحبب الناس فينا، وهي أغانٍ لبلاد الشام وليست لفلسطين فقط". حضور مغربي في لفت لأنظار العالم إلى المآسي والمعاناة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، المغاربة أيضاً انغمسوا في أجواء الانتصار للمقاومة الفلسطينية، وصدحت أصواتهم، نُصرة لقضية رام الله، فمنهم من يصرخ بأعلى صوته "فلسطين الأبية"، ومنهم من يحمل علمي المغرب وفلسطين، تعبيراً عن الأخوة والحب اللذين يجمعان الشعبين المغربي والفلسطيني. فئاتٌ عمرية مختلفة قدمت لحضور عرض فرقة "أصايل"، في حشد للتأييد لقضية فلسطين. جديرٌ بالذكر أن فرقة "أصايل" للفلكلور الشعبي التابعة لمحافظة رام الله والبيرة تأسست في نهايات عام 1994 بجهود بعض الشباب والفتيات المهتمين بالتراث الفلسطيني، واستمرت في عطائها الدائم؛ فكانت دائمة التواجد في المهرجانات الوطنية والتراثية، محافظة على الهوية الفلسطينية من الطمس والاندثار، وكانت رسالتها فهم الهوية الفلسطينية، وإنارة العتمة في كل مكان بالدبكات التراثية والأهازيج الشعبية. وتتكون الفرقة من عشرة أعضاء دبكة، وستة أعضاء في العزف والغناء. *صحافية متدربة