على خشبة مسرح "سعيد المسحال" غربي مدينة غزة، تؤدي الفنانة الفلسطينية كاميليا فاضل (35 عامًا)، دور البطولة في مسرحية "آه يا قلبي" التي تتحدث عن "اضطهاد المرأة". و"فاضل" أم لطفلين، وهي من النسوة القلائل اللواتي استطعن الوقوف أمام العادات والتقاليد، والمجتمع الرافض لعمل المرأة في مجال الفن التمثيلي، وخاضت تجارب الفن المسرحي، والتلفزيوني، والسينمائي. ويقل حضور النساء في الأعمال الفنية الفلسطينية، ويقتصر ظهورها على مشاهد محدودة. وعادة، ما يتم تجنب العديد المشاهد في الأعمال الفنية، لأنها لا تتوافق مع عادات المجتمع، وفق "فاضل". وتضيف الممثلة الفلسطينية في حديثها: "تواجه المرأة في مجال الفن قيودا يفرضها المجتمع بعاداته وتقاليده". وتشير: "قبل عدة سنوات كان من الصعب للغاية عمل المرأة في هذا المجال". ويعارض الكثير من الأهالي، عمل بناتهم في التمثيل، وقد تتعرض الفتاة "الممثلة" لكثير من الضغوط الأسرية والمجتمعية، بحسب "فاضل". وتقول: "قلة من يؤمنون بأهمية دور المرأة في الفن التمثيلي". وأردفت فاضل التي تعمل في مهنة التمثيل منذ 14 عاما: "في الوقت الحالي هناك مساحة للعنصر النسائي في الأعمال الفنية، لكنها تبقى محدودة ومقيّدة، ووفق شروط عديدة". وخلال العمل، يتم تجنب الأدوار التي تتطلب احتكاكاً بين الجنسين، كما تقول "فاضل". وتوضح: "يقتصر التمثيل في المشاهد التي تجمع الجنسين، على الحوار فقط، ونتجنب أي احتكاك كالمصافحة أو العناق بين الفتاة وأبيها أو شقيقها مثلاً". وتقول فاضل إن زوجها يدعمها كثيرًا في عملها، ويدفعها لمواصلته. وتستدرك بالقول: "لم أكن أفكر سابقاً في العمل ممثلةً، جاء الأمر صدفة، حيث كنت أعمل معلمة للإشارات في مدرسة للصم". ولا توجد إحصائيات رسمية حول أعداد الفنانات الفلسطينيات في قطاع غزة. ويضطر القائمون على البرامج الكوميدية (ستاند أب كوميدي)، على الاستعاضة عن العنصر النسائي بشاب يؤدي دور المرأة. ويُرجع "أحمد عاصي"، مدير إنتاج برنامج "بس يا زلمة" الكوميدي، الذي يبث على "يوتيوب" من غزة، ذلك "لصعوبة وجود فتيات توافقن على التمثيل؛ خوفًا من رفض المجتمع لهن إن فعلن ذلك". ويضيف عاصي،: "وجود المرأة في العمل الفني بأشكاله كافة ضروري جداً، ومع ذلك يبقى ظهورها محدودًا، بسبب العادات والتقاليد التي ترفض عملها في هذا المجال". وبعد "صعوبة كبيرة بالبحث"، استطاع عاصي مؤخراً إيجاد فتيات وافقن على العمل معهم في التمثيل. الشابة لبنى سعد الدين (26 عامًا)، واجهت رفضاً كبيرًا، من الأهل للعمل كممثلة في بداية الأمر، كما تقول. وتضيف "سعد الدين" التي تعمل ممثلة في المسرح منذ عام 2009: "استطعت إقناع عائلتي بأن عملي لن يخالف الدين أو العادات والتقاليد، بعد رفضهم ومنعني من ذلك، وسعيدة أني أمارس هوايتي". وأشارت إلى بعض الجوانب التي يرفضها المجتمع بعمل الممثلة، ك"عودتها للمنزل في وقت متأخر، أو الاختلاط بين الجنسين". أما الشابة "أحلام" - رفضت الكشف عن اسمها بالكامل - فتتمنى أن تحقق حلمها، وتعمل في قطاع التمثيل بالمسلسلات الدرامية. وتقول : "كنت أمثّل في أعمال مسرحية بالمدرسة، وطالما سمعت من معلماتي عبارة: لديك موهبة جميلة في الفن". وأردفت ابنة ال23 عامًا: "لكن عندما كبرت وطرحت فكرة التمثيل على أبي رفض بشدة الفكرة، لأنني فتاة ولأن المجتمع المحيط بنا لن يتقبل الفكرة". *وكالة أنباء الأناضول