يعد الفن على اختلاف أنواعه من أنجح الوسائل التي تجمع كل الأجناس دون حدود جغرافية ولا مرجعيات ثقافية، وهو ما جعل الكثير من الفنانين يكتسبون شهرة عربية بجنسيات غير جنسياتهم الحقيقية. ومن أبرز الأمثلة على هذا التمازج والتداخل الثقافي هو شهرة عدد من الممثلين السوريين في الدراما التي يقدمها هذا البلد دون أن يعرف المشاهد أن أصولهم الحقيقية فلسطينية. فمن أشهر أولائك الممثلين شكران مرتجى التي تنحدر أصولها من عائلات غزة العريقة، حيث ولدت في مدينة الطائف في عام 1970 ثم انتقلت إلى دمشق وبدأت في دراسة الفنون المسرحية، وانطلقت في عالم الفن، وهي متزوجة من الفنان علاء قاسم. أما الممثلة نادين سلامة فهي من مواليد دمشق في عام 1980 لكن جذورها فلسطينية، وقد تخرجت من قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأت مشوارها الفني في عام 1998، وأهم أدوارها في التلفزيون كان في مسلسل "الكواسر" و"التغريبة الفلسطينية". كما أن الممثل القدير عبد الرحمن أبو القاسم ذو أصول فلسطينية وهو من مواليد عام 1942 في قرية صفوريا قضاء عكا هاجر وعائلته إلى سوريا عام 1948 وهو صاحب تاريخ مسرحي عريق، قدم لعشرات السنوات العديد من المسرحيات على خشبتي الحمراء والقباني في دمشق، ولمع في الدور الذي أداه بمسلسل "الجوارح". وتعود أصول الممثلة الحسناء نسرين طافش إلى فلسطين باعتبارها ابنة الشاعر الفلسطيني يوسف طافش وأمها جزائرية، ولدت في حلب في عام 1982، وقد تزوجت من رجل أعمال إماراتي في عام 2008 ثم انفصلت عنه في عام 2013. والممثلة الشابة روعة السعدي من بين جملة الممثلين السوريين ذوي الأصول الفلسطينية إذ ولد والدها الكاتب هاني السعدي في مخيم اليرموك في عام 1944، وقد أنجب خمس بنات هن روعة وربى ولارا وريم ونور، وبدأت روعة السعدي خوض تجربة التمثيل في سن السابعة وكان دورها في مسلسل "الفصول الأربعة" من بين أهم أعمالها. وتعود أصول الممثلة لينا حوارنة المولودة في دمشق عام 1969 إلى فلسطين، وقد شاركت في العديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية، وانضمت إلى نقابة الفنانين، ومن أهم أدوارها دورها في مسلسل "الكواسر" و"أبو كامل" الجزء الثاني. ومن مدينة عكا نزح الفنان حسن عويتي وعائلته إلى سوريا، ومن ثم تعلم وحصل على دبلوم في الإخراج المسرحي من بلغاريا، وله العديد من الأعمال المميزة في مجال السينما والمسرح والتلفزيون مثل "وراء الأفق" و"ازبطوا الساعات" و"التغريبة الفلسطينية". ومن بين نجوم المسلسل الدرامي التاريخي الشهير "باب الحارة"، النجمة أناهيد فياض التي هاجرت عائلتها إبان نكبة فلسطين واستقرت في غزة، ولها أقارب في مخيم خان يونس، وهي من مواليد عام 1983، وتخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، ولها أدوارها المميزة رغم صغر عمرها الفني حيث شاركت في مسلسلات مهمة مثل "التغريبة الفلسطينية" و"الحور العين". ومن لا يعرف الممثل الكبير زيناتي قدسية من خلال الدراما السورية لكن جذوره تعود إلى قرية إجزم في حيفا التي ولد فيها عام 1948، وقد شكل مع الكاتب الفلسطيني الراحل ممدوح عدوان ثنائيا مسرحيا. يعتبر علامة فارقة في الفن المسرحي، وقد قدم عدداً من الأعمال التي تتناول القضية الفلسطينية. كما تعود جذور الفنان رامي حنا إلى أصول فلسطينة، وهو ابن الفنان يوسف حنا، ومن أهم أعماله الإخراجية مسلسل "غداً نلتقي"، والذي تدور أحداثه في زمن الثورة السورية، وقد بدأ حياته الفنية كممثل حيث ظهر في مسلسل الفصول الأربعة والتغريبة الفلسطينية. القدس العربي