ما زال حادث اقتحام عناصر تابعة لجبهة "البوليساريو" الانفصالية للمنطقة العازلة قرب المحبس وتشييد عديد من الخيام على ترابها يثير جدلاً كبيراً في الأوساط المحلية بالصحراء، حيث تعالت الأصوات المطالبة بإحداث عمالة في "المحبس"، من أجل ردع مخططات الانفصاليين وإفشال إستراتيجيتهم في فرض أمر الواقع. ويبدو أن ساكنة إقليم آسا الزاك متشبثة بمطلبها الذي يروم إحداث عمالة في "المحبس" التي تبعد عن منطقة تندوف بحوالي 80 كيلومترا، خاصة بعد الاستفزازات الأخيرة للجبهة الانفصالية، حيث تعتبر الساكنة أن إحداث عمالة بهذا الإقليم قد ينعش الواقع التنموي في المنطقة من جهة، كما تكون فرصة مواتية للرد على مخططات الانفصاليين من جهة أخرى. وكانت هيئات حزبية وجمعوية وجهت ملتمساً إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، تطالب من خلاله بالتفكير بجدية في إحداث عمالة بمنطقة "المحبس أجديرية"، تزامنا مع "التطورات الجديدة التي يعرفها ملف القضية الوطنية"، حيث إن إخراج هذا الإقليم إلى حيز الوجود من شأنه "الاستجابة لمطلب يحظى بإجماع كافة مكونات المنطقة القبلية والسياسية والمدنية"، وأيضا باعتباره "خيارا إستراتيجيا لا بديل عنه من أجل خدمة القضية الوطنية وإعادة قبائل آيت أوسى المهجرة إلى مجالها". وفي هذا الصدد، قال رشيد التامك، رئيس المجلس الإقليمي لآسا الزاك، إن "مطلب إحداث عمالة في "المحبس" ليس بجديد، هو نقاش قديم يعود إلى عام 2010، وأجريت مشاورات، على المستوى المحلي والجهوي والوطني حينها، وأصبح مطلبًا للجميع، بمن في ذلك المنتخبون والأعيان". وأوضح التامك، في تصريح لهسبريس، أنه "لا يجب أن نغفل أن لإقليم آسا الزاك خصوصية متفردة باعتباره إقليما مترامي الأطراف، يقع على حدود الجزائر شرقا وموريتانيا جنوبا، ويعرف حركة ترحال نشيطة، تجعله مفتوحا على التيارات، التي تحمل أحيانا رياحا عاتية تتعين مواجهتها والتصدي لها"، وزاد: "وقد رأينا ردة الفعل العفوية والفورية للساكنة ولممثليها، بعد اقتحام مجموعات مُسخرة من البوليساريو لأراضي المحبس". وأكمل البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة بالقول: "النقاش ركز على الامتداد القوي لقبائل الإقليم في ربوع الصحراء؛ وهو ما يجعلها عُنصر توازن حقيقيا، إن على المستوى البشري أو على مستوى التوطين الجغرافي". وختم المتحدث تصريحه بأن إحداث عمالة في "المحبس" يشكل "ردّا للاعتبار لمكونات الإقليم، بالنظر إلى حجم التضحيات التي بذلتها الساكنة في سبيل الذود عن حياض الوطن. وإن كان أبناؤنا وأجدادنا لم يسعوا أبدا إلى المقابل، حين هبوا إلى الدفاع عن أرضهم".