فيما تسابق اللجنة الاستشارية للجهوية الزمن لإنهاء عملها، طالبت قبائل آيت أوسى، إحدى أهم القبائل الصحراوية، في مذكرة وجهتها مؤخرا إلى عمر عزيمان، رئيس اللجنة، بخلق تقطيع إداري منسجم مع الطابع المجالي والامتداد التاريخي والديمغرافي والاستراتيجي لقبائل آيت أوسى، من خلال تمكينها من إحداث إقليم إداري في منطقة المحبس- أجديرية ضمن مجالها الترابي، تماشيا مع روح الجهوية في مفهومها الكوني القائم على الانسجام التام بين الإنسان والمجال. واعتبرت القبيلة المذكورة أن إحداث إقليم إداري في منطقة المحبس-أجديرية سوف يشكل خير رد اعتبار لهذه القبائل وسيحدث نقلة حقيقية في اتجاه إعادة الأمور إلى نصابها، من خلال وضع قبائل آيت أوسى في مجالها الحقيقي. وأوصت مذكرة قبائل آيت أوسى، التي حصلت «المساء» على نسخة منها، بدسترة الجهوية ومنطقة الحكم الذاتي، بما يضمن لها شرعية دستورية وحجية قانونية تبرز خصوصيتها وتميزها، من خلال تعزيز الدسترة بترسانة قانونية ملائمة وكذا بتنمية وإعمار منطقة المحبس أجديرية وتمكينها من البنى التحتية الملائمة للسكن والتعليم والتطبيب وضمان كافة شروط الاستقرار الطبيعي لقبائل آيت أوسى، أسوة بباقي الحواضر الصحراوية منذ سنة 1975 إلى اليوم. أوصت قبائل آيت أوسى كذلك على المستوى السياسي والتاريخي بإشراكها في تسيير منطقة الحكم الذاتي، باعتبارها قبائل صحراوية معنية بتسوية مشكل الصحراء ومكونا لا غنى عنه لأي استقرار سياسي في المنطقة، وكذا بإعادة الاعتبار لأطر ومثقفي ونخب قبائل آيت أوسى، على المستوى التمثيلي والإداري والعسكري وإشراك أطر وكفاءات قبائل آيت أوسى ضمن تسيير الشأن العام في إقليم الحكم الذاتي، وكذا ضمن مجالها الترابي تماشيا مع مطلب إحداث إقليم المحبس- أجديرية. من جهة أخرى، أوصت المذكرة الموجهة إلى عزيمان من قبل منتخبي وشيوخ وأعيان وفعاليات آيت أوسى بضمان تمثيلية وازنة تتلاءم وثقل حجم تضحيات قبائل آيت أوسى، تاريخيا واستراتيجيا، ضمن تركيبة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية وبمصالحة الدولة مع أبناء قبائل آيت أوسى ومجالها الجغرافي، من خلال دعم مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتأهيل الحواضر.