طغى نقاش عميق وصل حد التعصب والإقليمية على نقاشات رواد مواقع التواصل الإجتماعي في الصحراء، حيث تباينت الآراء وتعددت الخلفيات في التعاطي وملف منطقة المحبس الطافي على السطح بعد ركود دام سنوات، وكذا إثر التحركات الأخيرة لجبهة البوليساريو شرق الجدار الأمني، وتطورات نزاع الصحراء الآخذة في تكريس حالة التوتر السائدة منذ مُستهل أبريل الجاري. وشغل موضوع إحداث عمالة المحبس- اجديرية الرأي العام بالجهتين الجنوبيتين؛ العيون الساقية الحمراء، ثم كلميم وادنون، حيث تنازعت أوساطهما شرعية تبعية العمالة لمجال الجهتين الجغرافي؛ بين جهة العيون الساقية الحمراء التي تطالب بدمجها في إقليمالسمارة التابع لجهة العيون الساقية الحمراء، استنادا لاستقرار ساكنة منطقة المحبس واجديرية في نفوذ إقليمالسمارة وتمتعهم بكافة الحقوق في العاصمة العلمية للأقاليم الصحراوية؛ وبين أوساط جهة كلميم التي تستند في مطلبها على مذكرة قبائل “أيتوسى” سنة 2013، وتأكيدها للروابط التاريخية بين القبيلة التي تستقر في آسا الزاك التابع للنفوذ الترابي لجهة كلميم وادنون. وتحول النقاش الحاد بين الفيسبوكيين إلى إصطدام، في تسابق محموم لإثبات أحقية كل جهة بمنطقة المحبس اجديرية، حيث تبادل الطرفان الإتهامات بالعنصرية والقبلية، ومحاولة القفز على السياق التاريخي لملف الصحراء، حيث يرى الطرفان أن لكل منها الحق في ضم العمالة حتى قبل إحداثها رسميا دون أحقية للآخر، ما كرس حالة من الإنقسام التي تطورت على حين غرة عبر تدوينات في مواقع التواصل الإجتماعي لصراعات بين بعض الرواد؛ لتأخذ منحنيات الهجاء والرثاء والسب والقذف دفاعا عن كل أطروحة. وإستحضرت كل فئة قرائن ودلائل تؤكد مشروعية مطلبها، محتكمتين للقرار المنتظر من وزارة الداخلية نتيجة للمستجدات الراهنة والمراسلات المتعددة لمنتخبين من الجهتين، والذي يبدو أنه سيُساهم في الرفع من منسوب التوتر بين الضفتين اللتان تتقاطعان في أطروحة الوحدة الترابية للمملكة، وتجمعان على وجوب الرد على تحركات جبهة البوليساريو الأخيرة بإحداث تلك العمالة المتنازع عليها.