قبائل أيتوسى تحذر من إقصائها من كل المشاورات حول قضية الصحراء وتطالب بإحداث إقليم المحبس أجديرية بينما أودع ستة أشخاص يشتبه في تورطهم في أعمال العنف التي عرفتها مدينة العرفان صبيحة الجمعة الماضي، إثر مقتل أحد الطلبة المنحدرين من الجنوب، طالب أعيان وشيوخ قبيلة أيتوسى بالإطلاق الفوري للطلبة المعتقلين، وفتح تحقيق عاجل ونزيه لمعرفة ملابسات الحادث. وأمر قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أول أمس الاثنين، بإيداع ستة طلبة ينحدرون من آسا رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المركزي بسلا «من أجل إضرام النار عمدا والاحتجاز وعرقلة السير والتسبب في حادثة سير وتعييب وتخريب ممتلكات عامة وخاصة والتجمهر غير المرخص». وكانت السلطات الأمنية بالرباط اعتقلت الطلبة الصحراويين عقب أحداث العنف التي اندلعت صبيحة الجمعة الماضي بكل من الحي الجامعي السويسي 1 ومدينة العرفان، إثر ورود نبإ وفاة المسمى قيد حياته حماد هباد، الذي تلقى طعنة من أحد الأشخاص إثر شجار معه ليلة الخميس. وكان الضحية البالغ من العمر 25 سنة ويدرس بكلية الحقوق، رفقة زميل له قد اعترضا سبيل فتاة في ساعة متأخرة من الليل، مما اضطرت معه الفتاة إلى الاستنجاد بأحد أصدقائها. ودخل الطرفان في مشاداة كلامية سرعان ما تطورت إلى عراك، حيث تلقى الضحية وزميله طعنات عشوائية من القاتل، نقلا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. إلا أن الضحية أصيب إصابات بليغة فارق على إثرها الحياة. وفور تلقي زملائه في الحي الجامعي لخبر وفاته قاموا بأعمال تخريب طالت مرافق الحي الجامعي والمناطق المجاورة وتجهيزات الترامواي، مستعملين قنينات الغاز ومهددين بتفجير المكان، بعد أن احتجزوا مدير المؤسسة الجامعية. وأصدر شيوخ وأعيان قبائل أيتوسى في اليوم الموالي للأحداث بلاغا يطالبون فيه بإطلاق سراح الطلبة المعتقلين على خلفية أحداث مدينة العرفان بالرباط، فورا دون قيد أو شرط، منددين بما وصفوه «تسخير الإعلام العمومي ..لخدمة أغراض أمنية وسياسية، للتشويش على مسار المطالب الديمقراطية التي ينشدها المغاربة». ونعى البلاغ الصادر في أعقاب اجتماع شيوخ وأعيان قبائل أيتوسى السبت الماضي، الضحية حمادي هباد، واعتبر البلاغ أن المتوفى «سقط ضحية أيادي الغدر والإهمال الأمني والطبي، مساء الخميس 21 أبريل 2011 بالحرم الجامعي بالرباط» مطالبين الدولة، في ذات البلاغ، بفتح تحقيق عاجل ونزيه لمعرفة ملابسات الحادث. وفي سياق متصل حذر بلاغ الشيوخ والأعيان من مغبة ما أسماه «إقصاء قبائل أيتوسى من كل المشاورات والتداولات حول قضية الصحراء»، مطالبين بإلحاق إقليم أسا الزاك بجهة العيون الساقية الحمراء. وقال البلاغ إنه «من منطلق اللحظة التاريخية التي تعرفها مسألة الجهة والجهوية بالصحراء، ووعيا منها بعمق امتدادها الجيوسياسي والتاريخي والاجتماعي بالمنطقة، وبالنظر لما حمله تقرير اللجنة الاستشارية للجهوية من قصور وسطحية في المقاربة.. وغياب الإرادة السياسية الحقيقية لبلورة مشروع واقعي قابل للتنفيذ.. فإن قبائل أيتوسى تجدد مطالبتها بإحداث إقليم المحبس أجديرية، بما يحفظ الحقوق التاريخية والقانونية لقبائل أيتوسى بمنطقة الصحراء». وانتقد شيوخ وأعيان القبيلة ما وصفوه ب «قصور تقرير اللجنة الاستشارية.. والذي يبدو بجلاء من خلال تجاهل مطلب قبائل أيتوسى بخصوص إحداث إقليم إداري بمجالها التاريخي بمنطقة المحبس أجديرية، وأيضا اعتماد منطق الترضية وجبر الخواطر في التقسيم الجهوي المقترح (ثلاث جهات في الصحراء)، والذي كان على حساب قبائل أيتوسى بالرغم من أن ثلثي مجالها الترابي داخل منطقة النزاع من جهة، وتمثل مكونا أساسيا من المكونات القبلية بالصحراء». وأكد البلاغ وجود قصور في استيعاب الأبعاد التاريخية والاجتماعية والثقافية والجغرافية، واعتماد السياسة الأمنية على حساب المقاربة التنموية التي تستهدف إشراك الفاعل الجهوي في تدبير الشأن العام، وهو ما اتضح، حسب البلاغ في «تغليب المقاربة الأمنية وتسخير آلة الإعلام لطمس الحقائق وتوسيع الهوة بين المواطنين، وترسيخ صورة تعمق الحقد العرقي تجاه الصحراويين بدء بأحداث «أكديم إيزيك» بالصحراء، ومرورا بالعنف الذي مورس على الطلبة الصحراويين بالرباط خلال الأسبوع الجاري».