منذ أن بدأت حركة "مي تو" (أنا أيضا) في جذب الانتباه الدولي في اكتوبر 2017، أصبح التحرش الجنسي جزءا من الخطاب العام، ولكن ذلك لا يعني أن الأمر توقف. وأحد الحلول طرحته منظمة مجتمع مدنى وسياسية من بروكسل تدعى بيانكا ديبايتس، ويتمثل في تطبيق يساعد النساء في العاصمة البليجكية على الدفاع عن أنفسهن ضد التعليقات والتحرش المرفوض. ويمكن للنساء عن طريق التطبيق الذي يطلق عليه" دونت تاتش ماي فريند" ( لا تلمس صديقتي ) الإبلاغ عن حوادث بصورة مجهولة بضغطة زر، ويمكن للمستخدمين المسجلين المتواجدين بالقرب من موقع الحادث التقدم للمساعدة، على سبيل المثال، كشهود عيان. ويطلق في التطبيق على هؤلاء المستخدمين الآخرين " ستريت انجلز' ( ملائكة الشارع). ومن الأمور التى محل تساؤل هو كيف سوف يتم تحقيق هذه النوايا الطيبة فى الواقع : إذ يمكن للمتحرشين المغادرة قبل وصول المساعدة. ولكن هناك جانبا آخرا للتطبيق الذي تم إطلاقه حديثا: وهو أنه يحدد ويحفظ الاماكن التي تم الابلاغ عن وقوع تحرش بها. ويمكن للنساء أن ينظرن لخريطة ويعلمن الأماكن التي تعرضت فيها سيدات أخريات للتحرش، كما يمكن للشرطة أيضا أن تستخدم البيانات ومن الممكن أن تقوم بتغيير دورياتها. كما سوف تساعد هذه التقارير في جمع مزيد من المعلومات حول نوع التحرش الذي تواجهه النساء. وكتبت ديبايتس في تغريدة " مثل الكثير من السيدات الآخريات، لقد سئمت من نوع معين من الرجال، يقوم بإهانة بالنساء في الشوارع والتحرش بهن ". و فكرة وضع هذا التطبيق ليست بجديدة. فقد تم إطلاق تطبيق فرنسي يحمل اسم " هاندز اواي" ( ابعد يديك) في اكتوبر2016، وسجل 10آلاف من " ملائكة الشوارع" ، كما أبلغ المستخدمون عن 8500واقعة تحرش. ويتم استخدام تطبيق " سيف سيتي"الذي تم إطلاقه بمبادرة هندية عام2012 منذ ذلك الوقت في 50 مدينة في أنحاء الهند وكينيا و الكاميرون و نيبال. ولا تعتبر ديبايتس، التي تعمل وزيرة دولة لشؤون المساواة في منطقة العاصمة بروكسل، التطبيق علاجا معجزة. وقالت لشبكة ار تي بي اف " إنها ليست رصاصة سحرية". وأضافت ولكن من المهم عدم الاكتفاء بالنظر إلى قمة جبل الجليد ، ولكن من المهم رؤية ما يحدث على الارض يوميا ومكانه. وقالت ديبايتس لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن التطبيق موجه لجميع أنحاء بلجيكا، ولكنه يركز بصورة أساسية على بروكسل. يواجه الكثير من النساء التحرش في العاصمة البلجيكية. وقد خلص استطلاع لجامعة جينت إلى أن86% من النساء تعرضن للتحرش الجنسي في الشوارع أو في مترو الأنفاق مرة على الأقل. ومع ذلك، فإن 3.6% فقط من بين 400سيدة تم استطلاع رأيهن أبلغن عن الامر للشرطة. وأوضحت ديبايتس أن الكل يرى ما يحدث ويتجاهلون الامر ولم يفعلوا شيئا لفترة طويلة. وبمساعدة البيانات، يمكن للسلطات الآن أن تتخذ إجراء. كما تركز مبادرة ألمانية جديدة باسم " نوت تريفال" على حقيقة أنه لم يتم الإبلاغ الكثير من قضايا التحرش أو توثيقها. وتقول المبادرة على موقعها الإلكتروني إنه لذلك فإن عدد قضايا التحرش الفعلية أعلى بكثير من القضايا التي يتم تسجيلها. وباستخدام التطبيق التابع للمبادرة، يمكن للسيدات الابلاغ عن حالات التحرش وفقا لتصنيف دون ذكر هويتهن. ويشمل التحرش الجسدي التعقب والوقوف في طريق الضحية و لمسها بدون موافقتها. ويشمل التحرش غير اللفظي الإشارات البذيئة والنظرات غير الملائمة والتصفير. وتوضح التصنيفات أن التحرش الجنسي يمكن أن يتخذ أشكالا كثيرة. وتقول بيانكا بيوير مديرة منظمة الضحايا الألمانية " فيسر رينج" " للأسف لا يوجد مطلقا أمان كامل". وتنصح بيانكا السيدات بالاعتماد على مشاعرهن وبديهتهن الداخلية وتجنب المواقف التي يشعرن أنها غريبة. وأكدت أنه بالنسبة لمن يتعرضن لتحرش قوي، عليهن الاتصال بالشرطة أو محاولة جذب انتباه المارة الآخرين إذا لم يستطعن الوصول لهواتفهن المحمولة. وأوضحت بيانكا أنه في حال تعرض أى امرأة للهجوم، عليها أن تدافع عن نفسها " بكل الوسائل". وكانت تارانا بورك أول من دشتت # حركة أنا أيضا فى عام 2006، ولكنها أصبحت معروفة على نطاق واسع فقط في اكتوبر2017 عقب الكشف عن قيام المنتج الشهير هارفي واينستين بالتحرش بعدد من الممثلات. وقد شجعت هذه الحركة النساء على التحدث عن التحرش الجنسي والعنف. *د.ب.أ