يوم 22 مارس الماضي، قامَ وزير الصحة، أنس الدكالي، بزيارة ليليّة قيل إنها كانت "مفاجئة" إلى مستشفى الغساني بمدينة فاس، وغداتها نشر تدوينة على صفحته الفيسبوكية، قال فيها إنَّ ظروف عمل قسميْ الإنعاش والولادة اللذيْن زارَهُما، "تسير بوتيرة عادية"، لكنَّ الوضع داخل المستشفى ليس على ما يرام، بحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس. ووفق مصادر من داخل مستشفى الغساني، فإنَّ هذه المؤسسة الصحية تعيش عددا من الاختلالات، سواء على مستوى تعطّل أجهزة الفحص، أو قلّة الأطر الطبية والصحية، وحتّى على مستوى استغلال المساكن التابعة للمستشفى، التي يتم استغلالها بعيدا عما تقتضي الحكامة. خلف الابتسامة العريضة المرسومة على وجه وزير الصحة أثناء التقاطه صورة مع بعض أطر مستشفى الغساني، تطلّ معاناة المرضى القاصدين المستشفى مع تعطّل بعض أجهزته الطبية، وعلى رأسها جهاز الراديو، المُعطّل منذ أكثر من سنة. ووفق المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، فقد تمّ اقتناء راديو جديد، لكن لم يتمّ تركيبه إلى حدّ الآن. المصادر ذاتها أكدت أنَّ الأطباء في بعض أقسام مستشفى الغساني يمتنعون عن القيام بالحراسة، في ظل النقص الذي يعرفه المستشفى على مستوى الموارد البشرية، وهو ما يرغم الحالات المستعجلة التي تفد على المستشفى إلى التوجه إلى المصحات الخاصة. ويعرف قسم طب الجهاز الهضمي بمستشفى الغساني خصاصا كبيرا على مستوى الممرضين؛ إذ لا يتوفر سوى على ثلاثة ممرضين. كما تعاني أقسام أخرى، مثل قسم طب القلب، وقسم التوليد، خصاصا على مستوى الأطر الطبية، بسبب عدم تعويض المغادرين منهم إلى القطاع الخاص. الخصاص الذي يعاني منه مستشفى الغساني في عدد من الاختصاصات، وانعدام التنسيق بين إدارته وبين إدارة المستشفى الجامعي الحسن الثاني، أدى إلى "التلاعب" بالمرضى؛ إذ يتم إرسالهم من المستشفى الأول صوب الثاني، قبل أن يقوم هذا الأخير بإعادتهم من حيث أتوا؛ ما يجعل الأطر الصحية في مواجهة مباشرة مع المرضى. من جهة ثانية، أفادت المصادر التي تحدثت إلى هسبريس بأنَّ هناك أقساما كان من المفروض استعمالها كمصالح استشفائية وصحية، تم منحها لممرضين وأعوانٍ كسكن وظيفي بطريقة غير قانونية، ومن ضمن هذه المساكن مسكن يشغله حارس عام، منَحه له مندوب الصحة السابق، الذي ما زال بدوره رغم تنقليه إلى مندوبية سطات، يستغل وحدة سكنية تقع فوق مختبر مستشفى الغساني. وفي الوقت الذي يستغل فيه بعض المسؤولين أقساما سكنا لهم في مستشفى الغساني بفاس، يعاني المستشفى خصاصا على مستوى الأقسام الاستشفائية لبعض التخصصات، كمصلحة طب جراحة الأطفال والتشريح الطبي، خاصة وأنَّ مستشفى الغساني أصبح المركز الاستشفائي الجهوي لجهة فاس- مكناس، ومن المفروض أن يتوفر على جميع التخصصات الطبية والجراحية. ويبلغ عدد الوحدات السكنية بمستشفى الغساني، الذي يحتضن إدارة المندوبية الإقليمية وبناية المديرية الجهوية فاسمكناس التي تتقاسم بعض مكاتبها مع قسم المستعجلات، أكثر من 45 وحدة، تستهلك الماء والكهرباء على حساب عداد المستشفى، وتستنزف جزءا هاما من ميزانيته.