يعتبر مستشفى الحسن الثاني بسطات، المعروف ب"سبيطار الكدية"، مقصد المرضى من الإقليم، بل يستقبل أحيانا حالات كثيرة من أقاليم مجاورة، كبرشيد وخريبكة، باعتباره كان يتخذ الصبغة الجهوية في التقسيم الترابي القديم، بالإضافة إلى الحالات الطارئة، كالحوادث، بحكم الموقع الجغرافي لإقليم سطات؛ ما جعله يعيش اكتظاظا واضحا على مستوى أقسامه الاستشفائية. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز الاستشفائي الحسن الثاني 268 سريرا، ويضمّ عدة أقسام، كقسم الولادة بقطاع الأم والطفل، وقسم المواعيد، وقطاع تصفية الكلي وطب الأطفال، والمركّب الجراحي، ومركز التّشخيص، وأقسام الفحص بالأشعة و"السكانير"، ومركز تحاقن الدّم، وقسم المستعجلات، وقسم الطب للرجال آخر للنساء، ومركز تدبير النفايات الطبية، فقسم الإنعاش، ثم مستودع الأموات. ويسهر على هذه الأقسام ما يفوق 200 إطار. ويعيش المستشفى ذاته إكراهات كبيرة، تتمثل في الخصاص المهول على مستوى الموارد البشرية، بشتى أنواع تخصصاتها، بالإضافة إلى نقص في بعض التجهيزات الطبية، ما يؤثر على الخدمات التي يتلقاها المرضى، الذين يعانون من طول المواعيد على مستوى العمليات الجراحية، أو عرض حالاتهم على أطباء اختصاصيين، ما أدى إلى احتجاجات جماعية أو فردية في وقت سابق من قبل متضررين، أو من طرف جمعيات المجتمع المدني، وكذا الهيئات النقابية المحلية والإقليمية في قطاع الصحة، للمطالبة بتحسين الوضع الصحي بالمستشفى، وتزويده بالموارد البشرية وترشيد توزيعها. مطالب بتحسين الخدمات حسن الإدريسي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسطات، وعضو اللجنة الإدارية للجمعية ذاتها، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن مستشفى الحسن الثاني بسطات "يعيش مرضا مزمنا، لأسباب متعددة ومتداخلة على مستوى الولوج إلى الخدمات الصحية"، حسب تعبيره، معتبرا الأخيرة "حقّا من الحقوق الإنسانية التي تنتمي إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية، الذي صادق عليه المغرب، بالإضافة إلى كونها حقّا دستوريا". وأكّد الإدريسي أن واقع الصحة بسطات "متردّ ولا يرقى إلى طموحات الساكنة بالإقليم، خاصة على مستوى طول المواعيد بالنسبة للعمليات الجراحية، زد على ذلك الأعطاب التي تصيب اللوجيستيك، كأجهزة الفحص بالأشعة أو جهاز "السكانير"، والاكتظاظ بقسم الولادة الذي يعرف الضغط أحيانا بسبب استقبال حالات من خارج الإقليم، ليتم توجيه الحوامل إلى مدينة الدارالبيضاء، حيث يتم رفض استقبالهن لسبب أو لآخر، وهو ما يمثل ضربا لحق من حقوق الإنسان"، حسب تعبيره. ولخّص ممثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسطات أسباب تدني خدمات المستشفى الإقليمي ذاته في "النقص الحاد في الموارد البشرية، وانعدام بعض الوسائل المسخّرة لتقديم العلاج والتشخيص"، موضّحا أن جمعيته "وجهت مراسلة إلى وزير الصحة (تتوفر هسبريس على نسخة منها)، للمطالبة بتوفير الموارد البشرية الكافية والوسائل الضرورية وتحسين الظروف بمستشفى الحسن الثاني بسطات وباقي المؤسسات الاستشفائية بالإقليم، حفاظا على صحة المواطنين والمواطنات وصونا لكرامتهم". نقص الموارد البشرية خالد رقيب، مدير المركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات، قال في تصريح لهسبريس إن "الإكراهات التي يعيشها المرفق الصحي المذكور تتمثل في الخصاص المهول في الموارد البشرية، وضعف البنية التحتية، ونقص التجهيزات البيوطبية والتقنية"، مشيرا إلى أن "الخصاص الحاصل في الموارد البشرية يفوق 77 موظفا، خصوصا في فئة الممرضين؛ ورغم المراسلات التي تقوم بها إدارة المستشفى في هذا الشأن، لم يتوصل المستشفى سوى ب05 ممرضين برسم سنة 2015"، مضيفا: "الجميع واع وعلى علم بأن هذا المشكل أصبح وطنيا وبنيويا، ويصعب حله في المدى القريب، ويتطلب تضافر مجهودات جميع المتدخلين على المستوى الوطني". وأضاف مدير المستشفى ذاته أن "الإدارة اضطرّت إلى الاشتغال بشكل شبه دائم بغرفتين للعمليات، ونادرا ما يتم فتح غرفة ثالثة؛ في حين تبقى 4 غرف غير مشغلة؛ ما أثر على طول فترة المواعيد وعلى برنامج الحراسة والإلزامية"، موضحا أن "المرفق الصحي يتوفر حاليا على 192 ممرضا من مختلف التخصصات، و95 طبيبا أغلبهم اختصاصيين؛ في حين بلغ عدد المغادرين للمستشفى برسم سنة 2015 عشرين موظفا؛ أما عدد المغادرين برسم سنة 2016 فبلغ 29 موظفا، والمتوقع مغادرتهم للمستشفى برسم سنة 2017 15 موظفا، والموظفون الذين يتجاوز سنهم 50 سنة حوالي 120، زيادة على ذوي الملفات الطبية والعاجزين عن ممارسة المهام الذين يفوق عددهم يفوق 13 ملف طبي". وللخروج من تلك الإكراهات قال مدير المستشفى ذاته إن المؤسسة "عملت على تجميع مصلحة الجراحة رجال ومصلحة الجراحة نساء في قطب واحد، وتجميع مصلحة طب الرجال ومصلحة طب النساء في قطب واحد، بدل قسمين متفرقين؛ وذلك بهدف الاستفادة من مواردهما البشرية مجتمعة؛ في إطار تنزيل مقتضيات النظام الداخلى للمستشفيات، بالإضافة إلى تنظيم قوافل في الجراحة بمختلف أنواعها، بهدف التخفيف من طول المواعيد والاستجابة لحاجيات المرضى، وخلق فضاءات وأقسام جديدة، وتزويد المستشفى بمعدّات لوجيستيكية، والذي حصل على الرتبة الثانية وطنيا في إطار مباراة الجودة برسم سنة 2015-2016".