علم من مصدر طبي، أن الشخص المريض الذي ظهر في صور "فضيحة مستشفى الغساني بفاس"، قد توفي مساء اليوم الخميس 30 غشت، على الساعة السادسة مساء، بقسم الإنعاش بجناح الجراحة بالمركز الاستشفائي الجامعي الذي نقل إليه بعد تدهور حالته الصحية وإهماله بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي الغساني. وكان هذا المواطن المسمى قيد حياته عبد الرحيم عداش وينحدر من حي "باب فتوح"، قد دخل إلى قسم المستعجلات يوم 10 غشت الجاري، في وضعية صحية صعبة، وظل مهملا بقسم المستعجلات، ولم توفر له إدارة المستشفى سريرا لائقا بإنسان في وضعية صعبة، وظل لمدة أسبوعين وهو ملقى على الأرض يفترش سريرا مهترئا وبدون عناية طبية، وتم نقله بداية الأسبوع الجاري إلى المركز الاستشفائي الجامعي، وذلك بعد نشر صوره على المواقع الإخبارية. وفي نفس السياق، قامت لجنة مركزية من وزارة الصحة بفتح تحقيق حول الصور التي تداولتها الصحافة لمرضى مهملين بالمستشفى الإقليمي الغساني، وذكر مصدر نقابي أن أسئلة اللجنة الوزارية اتخذت "بعدا بوليسيا"، حيث انصبت معظم الأسئلة حول الجهة التي تقف وراء تسريب الصور، عوض التحقيق في إهمال المرضى ووضعيتهم داخل المستشفى. واستعمت اللجنة الوزارية لكل من المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، ومدير مستشفى الغساني والأطباء والممرضين والموظفين الإداريين العاملين بقسم المستعجلات، كما استعمت إلى فاعلة جمعوية التي نفت علاقتها بالصور الصادمة التي نشرتها وسائل الإعلام. واستنكر بيان صادر عن المكتب النقابي للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ما وصفته ب"التحقيق البوليسي" الذي باشرته لجنة وزارة الصحة مع موظفي مستشفى الغساني، بخصوص تسريب صور المرضى للصحافة، وأضاف البيان أن "المنحى الذي أخذه موضوع الشاب المريض والذي تعقدت حالته بسبب الإهمال، لا يمت بصلة إلى مسألة إفشاء السر المهني، كما أنه لا يتماشى مع شعارات حكومة بنكيران في مجال الصحة للجميع، كما يتجاهل مطالب الشارع المغربي الذي يطالب باحترام حقه في الولوج إلى العلاج".