تتزامن زيارة الملك محمد السادس إلى المملكة العربية السعودية، التي ستنطلق يوم غد الجمعة، مع انعقاد القمة ال29 لجامعة الدول العربية بعد غد السبت. وقد دأب العاهل المغربي على عدم حضور القمم العربية لسنوات عدة. توقيت زيارة الملك إلى السعودية، المتزامن مع القمة العربية المنعقدة هناك، جعل الكثير من المراقبين يتوقعون حضوره لإلقاء خطابه ومشاركته في الأشغال، بينما يستبعد آخرون كل ذلك. في هذا الإطار، قال سعيد الصديقي، خبير في العلاقات الدولية: "لا أعتقد أن الظروف التي يمر بها العالم العربي في هذا الوقت قد تدعو الملك إلى حضور القمة العربية". واستحضر المتخصص، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "انعقاد قمم كثيرة خلال السنوات الأخيرة لها أهمية كبيرة جدا، لكن الملك استنكف عن الحضور". ويرى الصديقي أن هناك دواع عديدة تدفع الملك إلى التغيب عن هذه القمم، من بينها "التمزق والشرخ الحاصل في العالم العربي"، إضافة إلى أن "هذه القمم لن تقدم شيئا للقضايا العربية عموما"، بحسب قوله. وأوضح الخبير أن توجه المملكة نحو إفريقيا ليس من بين أسباب تغيب الملك عن القمم العربية، وقال: "التوجه المغربي نحو إفريقيا لا يلغي اهتمامه بالعلاقات مع باقي الدول العربية، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي التي يرتبط معها بعلاقات سياسية واقتصادية مهمة". وواصل المتحدث قائلا: "هذا التوجه نحو إفريقيا ليس على حساب هذه العلاقات الاستراتيجية المهمة التي يمكن أن يكون فيها أحيانا نوع من التراجع، لكن تظل في عمومها ثابتة". وتعود آخر زيارة "عمل وأخوة" قام بها الجالس على عرش المملكة إلى السعودية إلى شهر ماي من سنة 2015. يذكر أن الملك محمد السادس سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية من أجل أداء مناسك العمرة، من يوم الجمعة 13 إلى الثلاثاء 17 أبريل الجاري. وتأتي هذه الزيارة إلى الديار المقدسة مباشرة بعد اللقاء غير الرسمي الذي جمع ملك المغرب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في فرنسا، رفقة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.