رغم أن الحكومة الإسبانية تعهدت أمام الأممالمتحدة بحماية حقوق الأطفال المهاجرين المتواجدين في ترابها، وبتخصيص ميزانية خاصة بهم، فإن استمرار معاناة الأطفال المغاربة القاصرين المتواجدين بِثَغري سبتة ومليلية، والمعروفين اختصارا بتسمية ""MENA، مازالت تثير غضب المنظمات الحقوقية الدولية، خاصة بعد مقتل قاصر مغربي في مدينة سبتةالمحتلة. وحسب ما نقلته منظمة "أنقذوا الأطفال" (Save the Children) فإن "قاصرًا مغربيًا يبلغ من العمر 16 عامًا توفي يوم الجمعة الماضي بعدما دَهَسَتْه شاحنة في أحد شوارع مدينة سبتةالمحتلة، عندما كانت تهم بالدخول إلى الميناء"، مشيرة إلى أن هذا "مشهد بات يتكرر يوميًا في المدينةالمحتلة، التي تشهد تواجد عدد كبير من الأطفال المغاربة القاصرين الذين يعيشون في وضعٍ "هشٍّ"، ويتعرضون لجميع أنواع المخاطر"، حسب المنظمة غير الحكومية. وأكدت المنظمة البريطانية، التي كانت في المكان المذكور وقت وقوع الحادث، أن "القاصر المغربي الذي يحمل اسم "السوسي" كان يُحاول التسلل إلى بعض الشاحنات التي تعبر الميناء لتتجه إلى إحدى الجزر الإسبانية، قبل أن تفاجئه الشاحنة وتدهسه لترديه قتيلا"، قبل أن تشير إلى أن "أسباب الحادث تبقى مجهولة". إلى ذلك أوردت جريدة "إلباييس" الإسبانية أن "الشرطة الإسبانية ألقت القبض على اثنين من سائقي الشاحنة، لتورطهما المزعوم في وفاة الطفل المغربي الذي ينحدر من مدينة أكادير، ويتخذ من ميناء سبتة ملجأ له". ونقلت "أنقذوا الأطفال"، وهي منظمة غير حكومية بريطانية تُعنى بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم، روايات أحد المغاربة القاصرين المتواجدين في سبتة.. "والداي فقيران للغاية ولا يريداني في المغرب..قضيت خمس سنوات في ميناء طنجة، كنت أحاول فيها دخول سبتة"، يقول منعم 15 سنة، قبل أن يضيف: "إن مستقبلي الوحيد هو تجاوز عقبة البحر والوصول إلى أوربا". وتابعت المنظمة ذاتها بأن "ما لا يقل عن خمسين طفلاً مغربيا، بعضهم لا يتجاوز عمرهم 10 سنوات، يقضون الليل داخل الشاحنات المركونة إلى جانب الميناء، آملا في الوصول إلى الجزر الإسبانية والدخول إلى أوربا". وحسب أرقام رسمية صادرة عن الحكومة الإسبانية فإنه "خلال عام 2016 كان هناك حوالي 3900 قاصر أجنبي غير مصحوبين بذويهم في مختلف المناطق المحتلة، من بينهم 1072 في الأندلس، و999 في مليلية، و246 في سبتة". ويبلغ عدد القاصرين المغاربة الذين تسللوا إلى مدينة سبتةالمحتلة بطرق غير قانونية، إلى حدود متم سنة 2017، حوالي 800 قاصر، يتواجدون حاليا في مركز الإيواء الخاص بالقاصرين الأجانب غير المرفقين بأولياء أمورهم. وحسب السلطة المحلية بالمدينة فإن عدد القاصرين الذين تسللوا إلى مدينة سبتةالمحتلة سنة 2017 هو 204 قاصرين، لينضافوا إلى أزيد من 500 قاصر كانوا قد تسللوا إلى المدينة ابتداء من سنة 2014. وكانت لجنة الأممالمتحدة المكلفة بحقوق الأطفال طلبت من إسبانيا الكف عن ترحيل القاصرين المغاربة غير المرفقين بذويهم من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وتجهيز مراكز لإيوائهم، لأنهم في حاجة إلى مساعدة دولية. وطالبت اللجنة السلطات الإسبانية بوضع مؤسسات لاستقبال ودراسة شكايات القاصرين الموجودين داخل مراكز الإيواء، وباتخاذ جميع التدابير اللازمة لتنجب سوء معاملتهم، والتحقيق في أي حيف قد يتعرضون إليه.