أمر قاضي الغرفة الأولى بمحكمة مدينة سبتة بإيداع سائق شاحنة من الحجم الكبير السجن، بعدما تسبب في مقتل قاصر مغربي دهسا داخل منطقة "موييي دي بونيينتي" المخصصة لتخزين السلع التي يتم نقلها إلى تراب شبه الجزيرة الأيبيرية على متن سفن تجارية. ووجه القاضي الإسباني تهمة "القتل العمد" للسائق المعتقل، حيث إن التحقيقات الأمنية الأولية تشير إلى أن الحادث لم يكن عرضيا وإنما مدبرا ومقصودا، في وقت طالبت أسرة الضحية عمر، المتحدر من مدينة أكادير والملقب ب"السوسي"، بتحقيق العدالة ومعاقبة الجاني بأقصى العقوبات. وأضافت صحيفة "إل دياريو" الإسبانية أن عمر، الذي كان يبلغ قيد حياته 16 عاما، يمتاز بأخلاق عالية بشهادة عناصر الأمن المرابطين بتراب الثغر، موضحة أنه قدم من مدينة أكادير من أجل البحث عن حياة أفضل داخل مدينة سبتة، قبل أن يلقي مصرعه بطريقة غير منتظرة. وأفاد المنبر الإعلامي ذاته أن الهالك دفن بمقبرة "سيدي عابد" بثغر سبتة بموافقة مندوبية الحكومة المحلية، مبرزة في السياق ذاته أن التحقيقات بشأن هذه الواقعة التي خلفت حزنا شديدا في نفوس أقارب الضحية وزملائه ما تزال مستمرة، في ظل تواجد الجاني، البالغ من العمر 44 سنة، رهن الاعتقال الاحتياطي. وقال المتهم: "كنت أقوم رفقة زملائي بشحن البضائع في الشاحنة، إلا أن العديد من المهاجرين القاصرين قدموا إلى مكان تواجدنا بهدف السرقة، مضيفا أنه "اضطر إلى الفرار بالعربة ومطاردة هؤلاء القاصرين قصد تحديد هويتهم في حالة من الغضب الشديد، قبل أن يقوم بدهس أحدهم"، على حد زعمه. من جهته، أوضح خاكوب أتشويل، المتحدث باسم المندوبية الحكومية بالثغر، خلال اجتماع عقد بشكل استثنائي، أن مشكلة الأطفال القاصرين غير المصحوبين تقلق السلطات الوصية، لاسيما في ظل رفضهم دخول مراكز الإيواء المخصصة لهم، مشيرا إلى أنهم يظلون عرضة للإدمان والدعارة وغيرها من المشاكل.